بعد أشهر من اجتماع مجلس الأمن، الذي خصص لقضية الصحراء، تواصل الأممالمتحدة، مساعيها لتعيين مبعوث أمني للمنطقة، سنتان بعد شغور المنصب على إثر استقالة الألماني، هورت كولر، وسط اتهامات جديدة من جبهة البوليساريو للمغرب، بمحاولة عرقلة هذا المسار. وفي هدا السياق، وجه ممثل الجبهة الانفصالية في نيويورك محمد سيدي عمار، اليوم الثلاثاء، اتهامات للمغرب بتكريس حالة الجمود في مسار التسوية السياسية لقضية الصحراء، ورفض آخر اقتراح للأمين العام للأمم المتحدة بتعيين الدبلوماسي الإيطالي ذي الأصول السويدية، ستيفان دي ميستورا مبعوثا شخصيا له في الصحراء. واتهم سيدي عمار، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، المغرب، بعدم امتلاك إرادة سياسية لبلوغ حل سلمي، وتكريس حالة الجمود ومحاولة فرض الأمر الواقع، مع الاستمرار في محاولته لاختيار مبعوث شخصي"، خصيصا على مقاسه ويخدم أطروحاته". وكانت مصادر رفيعة مقربة من الأممالمتحدة، قد أكدت قبل شهرين خبر إطلاق مبادرة جديدة لدراسة شخصيات غربية معروفة بحيادها في هذا الملف، ولديها معرفة كبيرة في منطقة المغرب العربي، كما أكدت أن الأممالمتحدة تبحث في سجل الفائزين بجائزة نوبل للسلام لتولي المنصب.
موضوع تعيين مبعوث جديد إلى المنطقة كان قبل فترة قصيرة محط سجال بين المغرب، والجزائر، إذ اتهم وزير خارجية هذ الأخيرة المغرب برفض عشرة أسماء اقترحت لتولي هذه المسؤولية، وهو ما نفاه المغرب، إذ قال وزير الشوؤن الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن المغرب وافق على الاسم، الذي اقترحه الأمين العام للأمم المتحدة، لتولي منصب مبعوث للمنطقة، متحدثا عن "جهات" عرقلت وصول مبعوث جديد، إما برفضه، أو التأخر في إبداء رأيها فيه، وعرقلة تسميته. ووصل صدى احتجاجات المغرب على الجزائر إلى مجلس الأمن، حيث وجه سفير المغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، رسالة إلى أعضاء المجلس، اتهم فيها الجزائر بازدواجية الخطاب حول تعيين مبعوث أممي جديد في المنطقة. وصعوبة إيجاد اسم مناسب لمنصب مبعوث أممي جديد للصحراء المغربية، عبر عنها ستيفان دوجاريك، الناطق الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة مرات عديدة، إذ قال، أخيرا، في رده على استفسار في الموضوع، إن تأخر تعيين المبعوث لقرابة سنتين، "ليس بسبب عدم محاولة الأمين العام، بل إن ذلك يتعلق بشكل خاص بصعوبة العثور على الشخص المناسب لتولي هذه المهمة". يذكر أن دي ميستورا، الذي بدأ يتردد اسمه للترشيح للمنصب المذكور، يبلغ من العمر 74 سنة، واشتغل في مختلف وكالات الأممالمتحدة، ومناطق النزاع في مسيرة مهنية، تجاوزت ال40 سنة، وآخر منصب شغله كان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، الذي تولى خلاله مهمة تسهيل محادثات السلام بين الأطراف السورية، خلفا للدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي.