بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الفنانة المرحومة الحاجة الحمداوية، التي توفيت صباح اليوم الاثنين عن عمر ناهز 91 سنة. وجاء في برقية الملك: "تلقينا بعميق التأثر والأسى النبأ المحزن لوفاة المشمولة بعفو الله تعالى ورضاه، الفنانة المقتدرة الحاجة الحمداوية، تغمدها الله بواسع رحمته". وأعرب الملك، في هذه البرقية، لأفراد أسرة الفنانة الراحلة، ومن خلالهم لكافة أقارب الفقيدة المبرورة ومحبيها، ولأسرتها الفنية الوطنية، عن أحر التعازي وأصدق المواساة في "رحيل أيقونة فن العيطة المغربية، التي كرست حياتها لخدمة هذا اللون الغنائي الشعبي العريق، وترسيخه كأحد مكونات الموروث الثقافي الوطني، حيث أبدعت وتألقت بأدائها المتميز، على مدى عقود من الزمن، في ملامسة وجدان أجيال من عشاق هذا الفن المغربي الأصيل، والارتقاء به وطنيا ودوليا". وأضاف الملك "وإننا إذ نشاطركم مشاعركم إزاء هذا الرزء الذي ألم بأسرتكم وبالساحة الفنية الوطنية ككل، لنستحضر، بكل تقدير، ما كانت تكنه الراحلة الكبيرة من صادق مشاعر المحبة والولاء للعرش العلوي المجيد، وما ظلت تتحلى به من خصال الوطنيات الغيورات، حيث لم تتوانى، أكرم الله مثواها، في توظيف فن العيطة، مبكرا، سلاحا لمقاومة الاستعمار، وتجسيد تعلقها المتين بثوابت الأمة ومقدساتها". وتضرع الملك إلى الله أن يلهم ذويها" جميعا جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يجزي الراحلة خير الجزاء عما أسدت لوطنها من جليل الخدمات، وأن يجعلها من الذين يجدون ما عملوا من خير محضرا، ويلقيها نضرة وسرورا". وكان جثمان الفنانة الراحلة الحاجة الحمداوية، قد شيع بعد ظهر اليوم الاثنين، إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء، في الدارالبيضاء، بعدما كانت قد فارقت الحياة، في الساعات الأولى من صباح اليوم، عن عمر ناهز 91 سنة. وغاب الفنانون، والمشاهير عن حضور جنازة الحمداوية، باستثناء أولاد البوعزاوي، والعداءة المعتزلة، خديجة اسخير، والدة الفنانة كزينة عويطة. وتم تغسيل جثمان الراحلة الحمداوية في الرباط، قبل نقله إلى منزلها في منطقة "القريعة" في الدارالبيضاء، ثم التوجه به في موكب جنائزي نحو مقبرة الشهداء. وشهد محيط مقبره الشهداء في مدينة الدار البيضاء حضورا مكثفا للسلطات الأمنية، التي أقامت حاجزا، منعت من خلال المشييعين من الدخول إلى المقبرة، بإستثناء أبنائها بالتبني، تجنبا لخرق إجراءات حالة الطوارئ. وسلمت الحمداوية الروح إلى بارئها، في حدود الساعة الثانية من صباح اليوم، وذلك بعد دخولها مصحة الشيخ زايد في العاصمة الرباط، نتيجة مضاعفات مرض سرطان الدم، الذي عانت منه، أخيرا، إلى جانب أمراض الشيخوخة.