على الرغم من اتخاذ المغرب لقرار إغلاق أجوائه في وجه الرحلات القادمة من أغلب البلدان المجاورة؛ لا زالت رحلات تنقيل المهاجرين غير الشرعيين من إسبانيا نحو المغرب مستمرة. وفي السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام إسبانية، أن رحلات تنقيل المهاجرين نحو المغرب لم تتوقف هذا الأسبوع، على الرغم من إصدار السلطات المغربية لقرار إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات القادمة من فرنسا وإسبانيا لأسباب صحية؛ منعا لانتشار فيروس كورونا المستجد. وأوضحت مصادر على صلة بتنظيم عمليات الترحيل هذه، أن إجراء إغلاق المجال الجوي لن يؤثر على هذه الرحلات "على الأقل بشكل فوري"؛ حيث تغادر أربع رحلات أسبوعية إسبانيا حاملة 20 مهاجرًا غير شرعي على كل طائرة، برفقة عدد كبير من ضباط الشرطة الإسبانية، حيث يخصص أحيانًا ضابطان لكل مهاجر. وتنطلق هذه الرحلات من جزر الكناري، وفي بعض الأحيان من العاصمة مدريد، ولكنها تمر دائمًا عبر جزر الكناري، ويتم إنزال المهاجرين في مدينة العيون بالأقاليم الجنوبية؛ لإكمال طريقهم نحو مناطق إقامتهم. وكثفت إسبانيا مؤخرا من رحلات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، في ظل تزايد أعداد القادمين منهم إليها خصوصا من المغاربة، حيث كشف تقرير بعنوان "الهجرة في جزر الكناري"، أن 11998 مهاجرًا من أصل 23023 مهاجرًا، وصلوا إلى الجزر في عام 2020، يحملون الجنسية المغربية، ما يمثل 52 في المائة من مجموع القادمين للجزر الإسبانية. رحلات العودة التي تنظمها السلطات الإسبانية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين للمغرب، والتي بدأت شهر دجنبر الماضي، شملت نحو 1300 شخص حتى الآن، حسب المصدر نفسه، ما يمثل تقريبا عُشر المغاربة الذين وصلوا بشكل غير قانوني إلى جزر الكناري، في سنة توصف بأنها أسوأ عام بالنسبة لأزمة الهجرة منذ عقد. من جانبهم، يتشبث الحقوقيون المغاربة برفض عمليات الترحيل التي تنفذها إسبانيا، وفي السياق ذاته، قال عمر الناجي، الناشط الحقوقي المهتم بقضايا الهجرة في حديثه ل"اليوم 24′′، إن الترحيل "كيفما كان مرفوض"، لأن المهاجرين لا يتمتعون بحقوقهم قبل إخضاعهم للترحيل. ويضيف الناجي أن من حق المهاجرين غير الشرعيين عند وصولهم إلى إسبانيا تقديم طلبات اللجوء، والتي تأخذ وقتا لدراستها، كما أن من حقهم الاستئناف والطعن في حالة اتخاذ قرار رفض طلبهم، إلا أن هذا الحق ينتهك، ويتم في الغالب ترتيب عملية إعادتهم مباشرة بعد وصولهم إلى الأراضي الإسبانية، في انتهاك لحقوقهم القانونية. يشار إلى أن المغرب كان قد أعلن بداية هذا الأسبوع عن تعليق كافة الرحلات الجوية مع فرنسا وإسبانيا، حتى 10 أبريل المقبل، للحد من انتشار فيروس كورونا، وهو التعليق الذي دخل حيز التنفيذ أول أمس الثلاثاء، ليتجاوز عدد الدول التي بات المغرب يعلق رحلاته معها منذ تزايد أعداد المصابين بالسلالات المتحورة لفيروس كورونا المستجد؛ ثلاثين دولة.