نفى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ما تناقلته وسائل إعلام أمريكية بشأن تفكيره في تأسيس حزب سياسي جديد، ولمح إلى احتمال دخوله السباق المقبل إلى البيت الأبيض، في عام 2024، مجددا ادعاءاته بسرقة الانتخابات منه. وفي أول كلمة علنية له، منذ مغادرته البيت الأبيض، قال ترامب -أمام الملتقى السنوي للمحافظين الأحد- "كما تعلمون، ظلوا يرددون أنني سأنشئ حزبا جديدا. لدينا الحزب الجمهوري، الذي سيتحد، وسيصبح أقوى من أي وقت مضى. لن أؤسس حزبا جديدا، لقد كانت أخبارا زائفة". وأضاف ترامب -في مؤتمر "العمل السياسي المحافظ"، الذي انعقد في أورلاندو في ولاية فلوريدا- "هل سيكون من الرائع أن ننشئ حزبا جديدا، ونقسم أصواتنا حتى لا نفوز أبدا؟ كلا"،. معتبرا أن الحزب الجمهوري متحد خلفه. وشن ترامب هجوما على الجمهوريين، الذين لم يدعموه، وسمّى منهم العشرة، الذين صوتوا لعزله في مجلس النواب، وكذلك السبعة الذين صوّتوا بلا جدوى لإدانته في مجلس الشيوخ، وأشار إلى أنه سيدعم المرشحين، الذين سينافسون هؤلاء في انتخابات الحزب، وقال "تخلصوا منهم جميعا". واندلعت، أخيرا، أزمة داخل الحزب الجمهوري، حيث سعى البعض -ومنهم زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل- إلى طي صفحة ترامب، في حين أكد آخرون -ومنهم ليندسي غراهام- أن مستقبل الحزب يتوقف على طاقة القاعدة المؤيدة لترامب. وترك ترامب الباب مفتوحا أمام احتمال مواجهة الرئيس جو بايدن في السباق المقبل إلى البيت الأبيض، بعد 4 سنوات، وقال لأنصاره "بمساعدتكم سنستعيد مجلس النواب، وسنفوز في مجلس الشيوخ، وبعد ذلك سيعود رئيس جمهوري منتصرًا إلى البيت الأبيض، وأتساءل من سيكون؟" كما جدد الرئيس السابق ادعاءاته بحدوث مؤامرة، وسرقة نتائج الانتخابات منه، وقال إن الديمقراطيين خسروا الانتخابات، مضيفا "من يدري؟ ربما أقرر هزيمتهم للمرة الثالثة". وكرر ترامب، أيضا، انتقاداته للرئيس بايدن، وقال إنه أنهى للتو الشهر الأول "الأكثر كارثية" لأي رئيس جديد في السلطة، منتقدا سياساته الجديدة في مجال المناخ، والطاقة، ونزاهة الانتخابات. ووصف ترامب -في خطابه، الذي استمرّ 90 دقيقة- أمريكا بأنها أرض مقسّمة، مشددا على أن الأمن، والازدهار، والهوية أصبحت على المحكّ. كما شن الرئيس السابق هجوما على المهاجرين، وقال "نحن في صراع من أجل بقاء أمريكا كما نعرفها، هذا صراع، هذا صراع رهيب، ومريع ومؤلم". وظهر ترامب أمام أنصاره وهم يرفعون أعلاما، ويضعون قبّعات تحمل اسمه، كما توسّط الحشود تمثال ذهبي له، لكن الحزب الجمهوري لايزال يعاني من انقسامات غير مسبوقة، منذ الهجوم، الذي شنه أنصار ترامب على مبنى الكونغرس، خلال جلسة التصديق على نتائج الانتخابات، التي خسرها.