بعد أيام من تراجعها عن إغلاق قنصليتها في الأقاليم الجنوبية، بعثت جمهورية بوروندي، اليوم الخميس، وزير خارجيتها، ألبرت شنجيرو، في زيارة خاصة، قادته، لأول مرة، إلى العاصمة الرباط، لخطب ود المغرب، ونزع التزامات من الرباط للتعاون مع بوجمبورا في عدد من القطاعات، وافتتاح سفارة للمغرب في بلاده، في زيارة بددت آمال المعادين للمغرب، الذين كانوا يراهنون على إغلاق القنصليات الإفريقية في الأقاليم الجنوبية للمملكة. وفي السياق ذاته، استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس، وزير الخارجية والتعاون التنموي ببوروندي، ألبرت شنجيرو، في لقاء جمعهما، وأعقبه تأكيد من المغرب الالتزام بالشراكة مع بوروندي، وتصريحات بوروندية بعزم بوجمبورا دعم المسار الأممي في النزاع الإقليمي المفتعل في الأقاليم الجنوبية، والتنسيق مع المغرب في مختلف المحافل الإقليمية الدولية. لجنة تقنية مغربية في طريقها إلى بوروندي لافتتاح سفارة الرباط في بوجمبورا قال بوريطة، في الندوة الصحافية، التي أعقبت محادثاته مع شنجيرو، إن هذا الأخير يجري زيارة للمغرب باسم الرئيس البوروندي، وحمل رسالة منه إلى الملك محمد السادس، وذلك في إطار الدينامية الجديدة للعلاقات مع البلدين. وأوضح بوريطة أنه تباحث مع نظيره البوروندي حول سبل إعطاء نفس جديد للعلاقات بين المغرب وبوروندي، وتم الاتفاق على تعزيز التعاون بين البلدين، إذ تم التوقيع، في هذا السياق، على خارطة طريق، تحدد مجالات التعاون ذات الأولوية بينهما، وتتركز أساسا على قطاعات السياحة، والصحة، والفلاحة، والبنية التحتية. وبعدما كانت بوروندي قد طالبت المغرب بافتتاح سفارة له في عاصمتها، أكد بوريطة أن بعثة مغربية ستحل في بوجمبورا، قبل نهاية مارس لإطلاق الدينامية الجديدة للتعاون بين البلدين، كما أن لجنة تقنية ستتوجه من المغرب إلى بوروندي، الأسبوع المقبل، للإعداد لافتتاح السفارة المغربية هناك. وأكد بوريطة أن بوروندي عبرت عن دعمها الدائم للمغرب في قضية الصحراء المغربية، وحتى وزير خارجيتها، شنجيرو، لما شغل منصب ممثل لبلاده في نيويورك، كان دائما على اتصال مع المملكة للدفاع عن المسار الأممي في النزاع الإقليمي. تعهد بوروندي بدعم مغربية الصحراء والحفاظ على قنصلية العيون من جانبه، قال وزير الخارجية البوروندي، في تصريحاته، اليوم، إن بلاده طلبت من المغرب تعزيز العلاقات بين البلدين، لذلك تم التوقبع على خارطة طريق، تضم مقتضيات تعاون محددة، وتم الاتفاق على إخراج لجنة لتتبع تنفيذ الاتفاقات حتى لا تبقى حبرا على ورق. وعبر الوزير ذاته عن ترحيب بوجمبورا بافتتاح السفارة المغربية، التي ستكون جسرا بين البلدين، متعهدا بتعزيز دبلوماسية بلاده في العاصمة الرباط، مؤكدا رغبة الحكومة البوروندية في الحفاظ على قنصليتها في العيون. كما تحدث الوزير نفسه عن الدعم، الذي عبرت عنه بلاده لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، متعهدا بتنسيق حثيث بين البلدين في في هذا الاتحاد، وفي الأممالمتحدة، وتأكيد بلاده دعمها لمقترح الحكم الذاتي كطريق أمثل للوصول إلى حل في إطار الأممالمتحدة. قضة إغلاق القنصلية في العيون بعدما كانت من أوائل الدول، التي فتحت قنصلية لها في الأقاليم الجنوبية، خصوصا في مدينة العيون، وتأكيدا لاعترافها بمغربية الصحراء، أعلنت وزارة الخارجية البوروندية، في 24 من شهر يناير الماضي، إغلاق سفارتين، في كل من كندا، والبرازيل، والقنصلية العامة لبلاده في العيون، لأسباب "استراتيجية، والمعاملة بالمثل". وعن سفارتي كندا، والبرازيل، ارتأت بوروندي الاكتفاء بسفارتها في واشنطن، أما بالنسبة إلى المغرب، فقالت الخارجية البوروندية إنها ستكتفي بسفارتها في الرباط، وفي المقابل، طالبت المغرب بافتتاح سفارة له في عاصمتها، تضم سفيرا مقيما فيها. التراجع عن الإغلاق واتخاذ قرار فتح سفارة مغربية في بوجمبورا بعد أيام من إشهار نيتها إغلاق قنصليتها في الأقاليم الجنوبية، تراجعت جمهورية بوروندي عن القرار، في 18 من فبراير الجاري، وقالت إن حكومتها "تجدد التأكيد على الإبقاء على تمثيليتها القنصلية في مدينة العيون في المملكة المغربية". التراجع البوروندي أتى تجاوبا مع قرار المغرب فتح سفارة له في هذا البلد يكون مقرها بوجمبورا، حيث سافرت بعثة مغربية للبوروندي للوقوف على هذا الإجراء، وينتظر أن تسافر أخرى لتنزيل هذا القرار المغربي، في وقت قريب. الاستغلال الانفصالي لواقعة إغلاق قنصلية بوروندي في العيون مباشرة بعد إعلان بوروندي نيتها إغلاق قنصليتها في العيون، بدأت جبهة "البوليساريو" الانفصالية في استغلال الحدث، بالترويج لأكاذيب مرتبطة بتراجع بوروندي عن موقفها من دعم الوحدة الترابية للمغرب. وفي السياق ذاته، خرج القيادي في الجبهة الانفصالية، والمستشار السياسي لزعيمها، مصطفى السيد، للتعليق على قرار غلق بوروندي لقنصليتها في مدينة العيون، معتبرا أنه تراجع عن موقفها، و"تصحيح لموقف خاطئ". والجبهة الانفصالية، تتصيد أخبار القنصليات الأجنبية في الأقاليم الجنوبية، منذ انطلاق المغرب في مسلسل افتتاح القنصليات، بعدما عجزت الأطراف المناوئة للمغرب عن كسب أية معركة قانونية بهذا الخصوص، وهو الحلم، الذي أصبح بعيد المنال، بعد زيارة أول وفد دبلوماسي أمريكي للأقاليم الجنوبية، يضم دبلوماسيين رفيعي المستوى، منهم السفير السابق، وكاتب الدولة السابق، المكلف بالشرق الأدنى.