أطلقت السلطات المصرية، مساء السبت، أن القاهرة أخلت سبيل الصحفي محمود حسين، بعد 4 سنوات من التوقيف، بتدابير احترازية، وفق مصادر. ويأتي إخلاء السبيل الذي لم تعلن عنه القاهرة، بعد نحو 4 سنوات من الاحتجاز على ذمة تهم ينفيها متعلقة ب"نشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة محظورة". وقال بيان لشبكة الجزيرة القطرية إن الإفراج عن الصحفي محمود حسين "لحظة حق ومحطة ملهمة على طريق حرية الصحافة". وأضاف أن الإفراج عن حسين جاء "بعد احتجازه تعسفيا من قبل السلطات المصرية منذ أكثر من 1500 يوم، بلا تهمة ومن دون محاكمة". ومساء الخميس، قال إعلاميون في "الجزيرة" عبر حساباتهم ب"تويتر"، إن القضاء المصري قرر إخلاء سبيل حسين، دون تفاصيل أكثر. فيما قال: "المرصد المصري للصحافة والإعلام"، (غير حكومي) عبر صفحته بفيسبوك "محكمة جنايات القاهرة قررت، إخلاء سبيل الصحفي ومدير مراسلي قناة الجزيرة محمود حسين بتدابير احترازية، على ذمة التحقيقات". ولم يوضح المرصد تفاصيل أكثر عن التدابير والتي تعد بمثابة إجراء احترازي يقوم المتهم بموجبه بالتواجد داخل مقر احتجاز بمحيط سكنه، عددا من الساعات والأيام، للحيلولة دون هروبه. لكن حسب صحيفة "الشروق" المصرية، الخاصة، قالت إن مركز شرطة أبو النمرس (غربي العاصمة)، الذي تبع له محل سكنه، أفرج عن محمود حسين، تنفيذا لقرار محكمة الجنايات بإخلاء سبيله بتدابير احترازية في اتهامه ب"نشر أخبار كاذبة" ووفق الصحيفة، "جاء تنفيذ القرار بعدما تبين عدم اتهام حسين في ثمة قضايا أخرى جديدة في الوقت الحالي، على أن يقدم نفسه لمقر الشرطة يومين أسبوعيا". وتجيز المادة 201 من قانون الإجراءات الجنائية بإصدار قرار باستبدال الحبس الاحتياطي بإحدى التدابير الاحترازية المتمثلة في: إلزام المتهم بعدم مبارحة مسكنه أو موطنه، أو إلزام المتهم بأن يقدم نفسه لمقر الشرطة في أوقات محددة وهي الحالة المقدمة بحق حسين، أو حظر ارتياد المتهم أماكن محددة. وفي حال مخالفة المتهم الالتزامات التي تفرضها التدابير، جاز القانون للسلطة المختصة حبس المتهم احتياطيًا، وفق المادة ذاتها. وعقب إطلاق سراحه، بثت فضائية الجزيرة القطرية، مقطع فيديو لاستقبال حافل لعودة محمود حسين عند عودته إلى منزله وسط زغاريد. ومساء السبت، أكد الإعلامي المصري المقرب من النظام عمرو أديب، في برنامجه بفضائية أم بي سي مصر (خاصة)، إطلاق سراح حسين، متوقعا خروج أعداد أخرى من المحبوسين احتياطيا الفترة المقبلة. وفي دجنبر 2016، أوقفت السلطات المصرية حسين، لدى عودته إلى مصر في إجازة من عمله بالعاصمة القطريةالدوحة. ويأتي إخلاء سبيل حسين بعد نحو شهر من توقيع دول الرباعي العربي القاهرة والرياض وأبو ظبي والمنامة مع قطر على إعلان إتمام المصالحة الخليجية، لإنهاء أكثر من 3 سنوات من المقاطعة. وعقب التوقيع على إعلان المصالحة جاءت إجراءات بين تلك الدول شملت فتح أجواء وحدود، وإعادة العلاقات الدبلوماسية، وهو ما تم بعضه بين مصر وقطر مؤخرا. كما تأتي الخطوة بعد نحو أسبوعين من تولي إدارة أمريكية جديدة السلطة في الولاياتالمتحدة بقيادة جو بايدن، الذي أكد أنه "سيواجه القمع في كل مكان".