أصبح الوضع الوبائي في فرنسا يهدد يوما بعد آخر بعودة البلاد إلى فرض الحجر الصحي، وذلك على إثر الإرتفاع الكبيرفي أعداد الإصابات الجديدية بفيورس كورونا، وفي أعقاب ظهور السلالة الجديدة من الوباء التي يبدو أنها تشكل خطرا أكبر من سابقتها. وتبذل فرنسا المزيد من الجهود لاحتواء وباء كورونا بدعوة الفرنسيين إلى الحد من تنقلاتهم بين أقاليمها وداخل الفضاء الأوروبي، مع تمديد مسافة التباعد الاجتماعي والتفكير في إغلاق ثالث، وفق ما أكدته ذات المصادر. ويأتي ذلك بالتزامن مع حملة التطعيم باللقاح المضاد لفيروس كورونا، التي تعرضت للانتقادات في بدايتها لتباطئها مقارنة بدول الجوار الأوروبي، على أمل أن تتمكن باريس بحلول شهر غشت المقبل من تلقيح كل الفرنسيين الواجب تلقيحهم، كما تقول الحكومة. وسجلت فرنسا أمس الخميس 25735 مصابا بوباء كورونا يتلقون العلاج في المستشفيات، و2876 في العناية المركزة. وبينما دعت وزارة السياحة الفرنسية المواطنين، في موقف منسجم مع نداء المفوضية الأوروبية أمس الخميس للحد من التنقلات داخل الاتحاد الأوروبي، إلى تجنب الأسفار، مستبقة العطلة المدرسية المقبلة بعد أسبوعين والتي تشهد عادة حركة تنقلات واسعة النطاق بين مختلف جهات البلاد وعبر دول الاتحاد، قال أوليفييه فيران، وزير الصحة الفرنسي، من جهته، إن مسافة التباعد بين الناس يجب أن تكون من الآن فصاعدا بحدود 2 متر، بدلا من متر واحد، وإن إغلاقا وقائيا ثالثا ممكن خلال الأسابيع المقبلة، في حال استدعاه تفاقم الوباء. ثلثا المدارس مغلقة في غضون ذلك، أعلنت وزارة التربية الفرنسية، اليوم الجمعة، أن 64 مؤسسة تعليمية عبر البلاد متوقفة حاليا عن النشاط بسبب تفشي الوباء فيها بنسب هي الأعلى في البلاد منذ الدخول المدرسي في سبتمبر الماضي. غير أن الوزير أوضح أن هذا العدد من المدارس لا يشكل سوى 0,11 من إجمالي مدارس البلاد، فيما تم إلغاء امتحانات المرشحين لامتحانات البكالوريا لاختيار التخصصات والتي كانت مقررة يومي 14 و15 مارس المقبل. ونبه خبراء الصحة، من جهتهم، إلى إمكانية إغلاق المؤسسات التعليمية المتوسطة والثانوية خلال الأيام المقبلة إذا اقتضت الضرورة، لكبح تفشي السلالة البريطانية للفيروس مثلما فعلت أيرلندا التي نجحت نسبيا في السيطرة على الوباء، بعد إغلاق هذه المؤسسات. في هذه الأثناء، ورغم كل التدابير الصحية المعتمدة من طرف الحكومة التي من بينها حظر التجول ابتداء من السادسة مساء، يتواصل تفشي الوباء، بما فيه نسخته البريطانية، في مختلف أرجاء فرنسا، حسب الأرقام المتصاعدة لعدد الذين يتلقون العلاج في العناية المركزة بالمستشفيات، وبالتالي فإن "الوضع الصحي سيء" على حد تعبير الطبيبة كاترين هيل، المختصة في علم الأوبئة. الأكاديمية الفرنسية للطب توصي ب"الصمت" أوصت الأكاديمية الفرنسية للطب الجمعة ب"السكوت" في المواصلات العامة بهدف الحد من انتشار وباء كوفيد-19، معللة ذلك بضرورة عدم نشر الجزيئيات في الأماكن التي قد تكون مكتظمة بالسكان، مثل المترو أو الحافلات. وأوصت الأكاديمية بعدم التحدث عبر الهاتف في المواصلات العامة، حتى لو كان المتحدث يلبس كمامة، كما رفضت من ناحية أخرى توصيات الحكومة ووزير الصحة أوليفييه فيران بالتخلي عن الكمامات القماشية. وكان فيران دعا الفرنسيين الخميس إلى عدم ارتداء الكمامات القماشية أو تلك القماشية المصنعة منزلياً إذ أنها، بحسب المجلس الأعلى للصحة العامة، لا تؤمن الحماية الكافية.