أجلت اليوم الخميس الغرفة الاستئنافية بابتدائية بركان النظر في قضية مثيرة هي الأولى من نوعها بالمنطقة الشرقية حيث قررت المحكمة تأجيل إطلاق فصل جديد من فصول محاكمة محمد أمين الزلجمي الكاتب العام لجمعية السلام للدفاع عن الوحدة الترابية وحقوق الانسان إلى غاية الخميس المقبل، المتهم تابعته النيابة العامة بتهمة "إهانة السلطات العامة عن طريق التبليغ الكاذب"، قبل أن تدينه المحكمة مؤخرا بالسجن النافذ 6 أشهر وغرامة مالية قدرها 500 درهم. وتعود تفاصيل القضية إلى الرابع من يونيو المنصرم عندما توصل كل من رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة بركان ونائبه وباشا المدينة وقائد المقاطعة الادارية الرابعة، برسالة نصية مفادها أن السلامة الشخصية للملك بروسيا في خطر، مصدرها رقم هاتفي قبل أن يأمر وكيل الملك ببركان بإجراء تحقيق في الموضع وعند الاستماع إلى نائب رئيس قسم الشؤون الداخلية بالعمالة صرح أنه توصل بالرسالة المذكورة من رقم هاتفي تعود ملكيته الى الزلجمي محمد أمين الكاتب العام للجمعية المذكورة، وهو ما دفعه إلى الاتصال به ليجيبه أنه محمد الزلجي وأنه هو من بعث الرسالة و يعي ما هو مدون بها فأستفسره عن مصدر معلوماته فاخبره أنه لا يستطيع الافصاح عنها في الهاتف، وأنه قام بواجبه وبعث الرسالة الى مختلف المسؤلين ببركان ودامت المكالمة ست دقائق مضيفا انه متأكد بان المتصل هو الزلجمي محمد. ووفق نص الحكم الابتدائي الذي استعرض مجمل الوقائع فان المسؤول المذكور حدد مع المتهم موعدا بإحدى المقاهي بمدخل مدينة بركان جهة أحفير قبل أن يخلف الموعد ويقفل الهاتف في وجه المسؤول الذكور، غير أنه في اليوم الموالي أي في 5 يونيو تقدمالزلجمي إلى مركز الدرك ببركان في تمام الساعة العاشرة صباحا وصرح أن الهاتف الذي يحمل الرقم المذكور ضاع منه زوال يوم الحادث في تمام الساعة الثانية، في ظروف غامضة وأنه لم يتقدم بأية شكاية في الموضوع، ولم يقم باسترجاع الرقم نافيا إرسال الرسالة النصية أو إجراء أي اتصال مع المسؤولين المذكورين بما فيهم نائب رئيس قسم الشؤون الداخلية بالعمالة. بعد الانكار أجرت الشرطة الادارية والقضائية التابعة للقيادة العليا للدرك الملكي بالرباط (المصلحة التقنية للهواتف)، خبرة حول المكالمات الواردة والصادرة من رقم النداء ليتبين أنه تم استعماله في عدة اتصالات بعد التوقيت الذي ادعى المتهم فيه أنه ضاع منه، ومن بين المتصل بهم أحد اقربائه الذي صرح أثناء تقديم شهادته أنه تلقى منه مكالمة في العاشرة ليلا لمرافقته إلى إحدى الزوايا بمنطقة عين الركادة، وسيدة أخرى قالت بأن المعني اتصل بها في تمام الساعة السادسة و 22 دقيقة أي ساعات بعد التوقيت الذي قال بانه ضاع فيه هاتفه وطلب منها وفق شهادتها إحضار نسخة من بطاقتها الوطنية للاستفادة من المساعدات الرمضانية التي توزعها جمعيته. من جانبه قال ممدوح الزلجامي شقيق المتهم، والذي يشغل في نفس الوقت مهمة رئيس الجمعية المذكورة أن شقيقه ذهب ضحية تصفيات حسابات نتيجة نشاطه الحقوقي على حد تعبيره، وكشف نفس المتحدث في تصريح ل"أخبار اليوم" أن هاتف شقيقه ضاع منه وتم استعماله وتوجيه الرسالة المذكورة لأشخاص بعينهم قال بان شقيقه كانت له معهم حساسية نتيجة الوقفات الاحتجاجية التي كان ينخرط فيها، وكشف نفس المصدر أن هناك نية للانتقام من جمعيته التي يترأسها، والدليل على ذلك على حد تعبيره "تحريك ملف قديم"، حيث استمعت إليه الضابطة القضائية أول أمس.