يبدو أن عودة الأمطار ونزول أول قطرات الغيث، قد عجلت هذه السنة ببداية موسم الانهيارات بالمدينة العتيقة بفاس فبعد أقل من 72 ساعة عن انهيار جزء بناية بمنطقة الأندلس بالمدينة القديمة مساء يوم الأحد الأخير مخلفا 5 جرحى وإجهاض حامل ونفوق دابة كانت مارة بزقاق تعلوه البناية المنهارة جزئيا، أصيب طفل في ربيعه ال13 ليلة الأربعاء الخميس من الأسبوع الجاري بجروح على مستوى الرأس وبكدمات بظهره وعموده الفقري وجروح بيديه ورجله اليمنى، وذلك على إثر انهيار جزء من السور الخارجي لفندق للصناعة التقليدية بحي الخياطين، على بعد أمتار قليلة عن حارة بنكيران التي سُجل بها أول انهيار لهذا الموسم. وقال عبد الإله المقدم والد الطفل المصاب في اتصال هاتفي أجرته معه «اليوم 24 » إن «الطفل كان بصحبة رفاقه يلعب الكرة بزقاق لعلج حيث توجد مقرات سكنى عائلاتهم المحاذية لمطحنة تقليدية وفندق قديم يضم صناع تقليديين للبلغة الفاسية والأواني النحاسية، حيث فاجأهم انهيار حوالي 5 أمتار عرضا على 6 أمتار طولا من السور الخارجي ل»رحى الطحين»، مما تسبب في إصابة ابني إسماعيل «. وأردف والد الطفل، أن « فلذة كبده والذي يتابع دراسته بالقسم الخامس ابتدائي بمدرسة الصفاح بمنطقة الأندلس، نقل في حالة غيبوبة إلى المستشفى الإقليمي الغساني، حيث استعاد وعيه صبيحة الخميس، وما يزال يرقد بقسم جراحة العمود الفقري والرأس لعدم قدرته على النهوض والمشي بسبب آلام حادة بعموده الفقري، فيما استمعت السلطات المحلية والشرطة لتصريحاتي، وكذا رواية ابني بالمستشفى بخصوص حادث الانهيار المفاجئ، والذي كاد أن يودي بحياته وحياة رفاقه». وكشف محمد الصنهاجي، رئيس «جمعية فاس للثقافة والتراث الإنساني»، أن «الانهيارات المتتالية بمنطقة الأندلس بالمدينة القديمة، زرعت الرعب والخوف بين ساكنة المدينة، حيث يحبسون أنفاسهم وعيونهم مثبتة على الجدران المتداعية والدور الآيلة للسقوط، المدعمة بالأعمدة الخشبية». وأضاف الناشط الجمعوي أن «الحاضرة الإدريسية باتت على صفيح ساخن، حيث بدأ صبر العديد من الجمعيات وسكان المدينة القديمة ينفذ بخصوص إطلاق مشاريع ترميم وإنقاذ البنايات المهددة بالانهيار، فالجميع هنا لا يستبعد خروج الناس في مسيرات احتجاجية للمطالبة بإنقاذ أرواحهم المعلقة بين جدران الموت»، حيث عاب الناشط الجمعوي على السلطات المحلية بالمدينة القديمة وأطقم الوقاية المدنية تأخرهم في إغاثة الضحايا ولجوء الساكنة إلى التدخل عند كل حادث لإنقاذ الأرواح بوسائل جد عتيقة، بحسب تعبيره.