بعدما ظل إقليمشفشاون صامدا لشهور خاليا من أية إصابة بالمتلازمة التنفسية الحادة "كوفيد 19′′، تغيرت الخريطة الوبائية في الإقليم خلال الفترة الأخيرة، وانتقلت من حالات فردية معزولة في اليوم الواحد، إلى 26 حالة مؤكدة تخضع لبروتوكول العلاج في المستشفى الإقليمي؛ أما بإقليموزان، فالرقم أكبر من ذلك، حيث يبلغ إجمالي الحالات المصابة قيد العلاج 63 حالة مؤكدة إلى غاية أول أمس السبت. وشهدت خريطة الوضعية الوبائية بجهة طنجةتطوانالحسيمة، توسعا نوعيا خلال أيام الأسبوع الماضي، همت أساسا تزايد أعداد المصابين في الأقاليم ذات الطابع القروي، كوزانوشفشاون، وأيضا تسجيل وفيات بشكل شبه يومي، وفق مؤشرات الرصد الوبائي لفيروس "كوفيد 19′′، الذي تعلن عن معطياته المستجدة وزارة الصحة. وقال مصدر طبي ل"أخبار اليوم"، إن الحالات الخطيرة التي تحتاج إلى تدخل أطباء الإنعاش والعناية المركزة، عرفت زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة، غير أن افتقار إقليمشفشاون لمصلحة الإنعاش، يزيد الضغط على مستشفى سانية الرمل بتطوان، الذي يستقبل الحالات الحرجة الوافدة من شفشاون قصد التكفل بها، وبالتالي تتضاءل فرص النجاة لهذه الفئة، التي ينتهي بها المطاف في أسرة مزودة بأجهزة التنفس الاختراقي. ضحايا الفيروس التاجي بجهة الشمال تخطت 400 حالة وفاة، وفجعت تطوانوشفشاون، خلال الأيام القليلة الماضية، بوفاة شخصيات دينية وسياسية معروفة، آخرهم المستشار الجماعي محمد الغنامي قشور، الذي كان يشغل قيد حياته نائب رئيس جماعة "فيفي"، ورئيس مجموعة جماعات "باب القرن"، وفارق الحياة متأثرا بمضاعفات حادة جراء فيروس كورونا عن سن يناهز 45 عاما. تزايد الحالات النشطة المصابة بالعدوى أربك سلطات الأقاليم الثمانية في جهة الشمال، فحصيلة أول أمس، المتعلقة بالفترة الزمنية ما بين الجمعة والسبت، رفعت إجمالي الإصابات بجهة الشمال إلى 17 ألفا و649 حالة، ويمثل المجموع التراكمي للمصابين بعدوى المتلازمة التنفسية الحادة، حسب نشرة وزارة الصحة، 8,07 في المائة من مجموع الإصابات المسجلة على الصعيد الوطني. وأفاد مصدر من لجنة اليقظة الوبائية بجهة طنجةتطوانالحسيمة، في حديث مع الجريدة، أن الأطقم الطبية للإنعاش والتخدير نبهت، خلال الاجتماعات الأخيرة التي تنعقد بشكل يومي في مقر ولاية جهة طنجة لتقييم الوضعية الوبائية، (نبهت) إلى أن المصابين الجدد تظهر عليهم أعراض في الأيام الأولى لتسلل الفيروس إلى أجسادهم، لكن اعتماد بروتوكول العلاج المنزلي، وعدم تقيد المصابين بالعزل الصحي لأسباب اجتماعية ومهنية، ينذران ب"انفلات وبائي غير متحكم فيه". وعلى إثر ذلك، رفع أعضاء لجنة اليقظة الوبائية والرصد الصحي في الجهة توصية إلى السلطات بفرض حظر جزئي، وتشديد قيود الحركة والتجول في الأماكن ذات التجمعات البشرية، وهي التوصية التي تحاول السلطات في الإقليم تنزيلها تدريجيا وبشكل متفاوت، نتيجة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية على الساكنة. على الصعيد الميداني، لم تتأخر السلطات المحلية بعمالات طنجة، تطوان، المضيقالفنيدق، في تنظيم حملاتها الميدانية لفرض الالتزام بالاحتياطات الوقائية، والإغلاق المبكر في الأماكن العامة والمقاهي والمطاعم والمراكز التجارية وأماكن الترفيه والتسلية، تبعا لقرارات متلاحقة صادرة عن والي الجهة وعمال الأقاليم المجاورة، توصي بعدم التساهل في التعامل مع المتسببين في انفلات الوضع الوبائي. وعادت الحملات الميدانية للسلطات المحلية تحث الناس على المكوث في منازلهم، ما لم تدع الضرورة إلى مغادرتها، وتبعا لفرض القيود الاحترازية، شوهدت دوريات أمنية ترابط في محاور طرقية رئيسية، وتثبيت نقاط المراقبة في الحدود الإدارية للمقاطعات الترابية، تتربص بالأشخاص غير المرتادين للكمامات وواقيات الوجه، في حين يواصل رجال السلطة تفقد المرافق الخدماتية الخاصة لضبط مدى احترام إجراءات التباعد الاجتماعي. وعاينت "أخبار اليوم" في طنجة تدابير مختلفة عن الأيام السابقة، التي عرفت انفرجا وتساهلا طفيفا مع حركية التنقل فيما بين الأحياء، حيث تغيرت الإجراءات لمستوى وصفه متتبعون للشأن المحلي بأنها "صارمة جدا"، إذ لا يستثنى منها الراجلون ولا الراكبون في وسائل النقل العامة والخاصة. كما همت قرارات تشديد الإجراءات الاحترازية، أيضا، إغلاقا جزئيا للأماكن الشاطئية والمنتزهات الطبيعية، حيث تم اعتبار توقيت منتصف الظهيرة كموعد لإقفال منتزهات طبيعية، ومنع التجمعات في الأماكن العامة، أملا في السيطرة على العدوى وخفض عدد الإصابات بالفيروس التاجي.