قال : التصدي للمتطفلين على الأغنية المغربية بيد المسؤولين وليس بيد الفنانين المغاربة في هذا الحوار يتحدث الفنان الموسيقار عبد الوهاب الدكالي عن مشاريعه الجديدة، ويبوح بذكرياته مع فنانين كبار كمحمد عبد الوهاب، ورأيه في موجة أداء الفنانين العرب للأغنية المغربية والسينما المغربية لأول مرة.
{ أين وصل مشروعك مع الفنان محمد عبده، إذ أخبرنا أنه يحضر لعمل بطابع روحاني إلى جانبك؟ لم نلتق بعد لنتحدث عن تفاصيل العمل المشترك. ولحد الآن، لم أعرف موضوع المشروع تحديدا، لأن لكل واحد منا انشغالاته الخاصة، ولا يمكنني أن أتحدث في عمل لم أعرف بعد ملامحه. { هل صحيح أنك رفضت التعامل مع كاتب الكلمات الكويتي مصعب العنيزي بخصوص ملحمة وطنية مغربية؟ لم أسمع بهذا الاسم من قبل. ولأول مرة أسمع بموضوع اشتغاله على ملحمة. لكني أستغرب أن يكتب كويتي باللهجة المغربية، وإن حدث الأمر ستكون تلك معجزة. { من بين أغاني مصعب (المغربية) كانت أغنية «الساطة» لعاصي الحلاني، هل سمعت بها؟ ما معنى «الساطة» أولا؟ !، ومن يكتب مثل هذه الكلمات ليُغَني «بزاف عليه يكتب بالمغربية»، و«مْصابْ يعرف يكتب بالكويتية». لأن المغربية من أصعب اللهجات، ولا يبدع في كلماتها إلا مغربي، عليه أن يكون ضليعا في اللغة العربية أولا، ويعيش في المغرب على الأقل 20 سنة، حتى يتمكن من قول «لباس عليك» و «أنت في أمان الله». { وما تعليقك عما يروج حول ترشيحه ليكون سفيرا للأغنية المغربية؟ إن كان سفير الأغنية المغربية، فهذه قلة أدب، لأن الأغنية المغربية لها سفراؤها المغاربة الكبار. صحيح أن المغرب بلد «مضياف»، ولكن ليس أن يصل بعض ضيوفه إلى هذا المستوى. والحق أن التصدي للادعاءات الباطلة هي من اختصاص المسؤولين الذين عليهم مراجعة هذه الأمور والانتباه جيدا، وليست من اختصاص الفنانين، بأن يتطفل هذا الشخص أو غيره على الأغنية المغربية، فذلك الأمر كما قلت قلة أدب في رأيي. { وما رأيك في إقدام مجموعة من الفنانين العرب على أداء الأغنية المغربية؟ لكل زمن مميزاته، ولا بأس في أداء فنانين عرب لأغنية مغربية، لكن شرط أن تكون هذه الأغاني التي يقدمونها هادفة، وتعالج مواضيع ذات معنى. وهناك طرق فنية عديدة لإيصال هذه المعاني. وأنا لست ضد هذه الموجة، وإنما لا أريد فقط أن يجعل البعض الأغنية المغربية تتجه نحو الميوعة. { هل سمعت بإحدى هذه الأغاني التي نسبت إلى اللهجة المغربية؟ لا أبدا، لم أسمعها، لأن ثمة ملل في الاستماع للجديد الذي قدم منذ السنوات الأخيرة. لكن ما الملامح العامة لهذه الأغاني؟ هي أغاني اعتمدت في مجملها -حسب المختصين- بضع كلمات مغربية، لا تمثل في الأساس اللهجة المغربية الخالصة، وبعضها يتضمن كلمات فرنسية... من يقدمون هذه الأغاني تحت اسم أنها مغربية يسعون إلى تمييع الأغنية المغربية، وهناك مثال مشابه في هذا الصدد: «بقدر ما تنتشر مطاعم في دول عربية وغربية تقوم بتحضير وجبات تسميها أطباقا مغربية، وما هي في الأصل بطبخ مغربي أصيل». بدأت عدة أغاني في الانتشار وينسبها أصحابها إلى الأغنية المغربية لتشويه سمعة اللغة المغربية، ولا أقول اللهجة المغربية، لأن هذه الأخيرة دخلت في إطار اللغة. { على من يلقى باللوم في استمرار كل هذا؟ يلقى على وسائل الإعلام -في عمومها- التي عليها أن توجه إلى الصواب، ولا تروج لهؤلاء الذين أراهم «جُهلاء» بالثقافة المغربية الحقيقية، وعليهم الرجوع عن كل ذلك إلى حين تعلم مبادئها. { أخبرتني قبل ذلك عن تحضيرك لشيء مبهر، ولم تبح به، ما هو؟ لدي مشروع سيبهر العالم، على الأقل العالم العربي، لكني لا أستطيع التحدث عنه الآن، لأن العالم مبني على فكرة، وإن قدمتها الآن أخاف أن يضيع ما أشتغل عليه. { تحضر منذ سنوات لمشروع يخص تلحين وأداء مجموعة من القصائد لإخراجها في «ألبوم»، أين وصل؟ المشروع يخص 12 قطعة صوفية، لسبعة من الأئمة: منهم الإمام علي كرم الله وجهه، والإمام الشافعي، وابن عربي، وعمر الخيام، والحراق، وأبو الحسن السشتري. وهو عمل أخذ مني الوقت الطويل، وللأسف لم أجد بعد شركة إنتاج مناسبة تستطيع بلورته وإخراجه إلى حيز الوجود على النحو الذي أريده بالتحديد. { إذن، متى سيرى النور؟ قريبا إن شاء الله ! { تحدثت عن ارتباط تأخر خروج العمل بمشكل الإنتاج، ألا يبدو غريبا أن يتحدث فنان من قامة عبد الوهاب الدكالي عن مشاكل وصعوبات تخص الإنتاج؟ الإنتاج صنعة ومهنة خاصة، وأنا فنان مطرب وملحن لا علاقة لي بالإنتاج الذي هو عملية تجارية في أساسها. الحقيقة أن هناك أشخاصا مهتمون بالإنتاج ولهم طقوس خاصة للاشتغال، بالنسبة لي لا أملك وقتا لأفكر في أشياء غير الأمور الفنية، هذا من جهة. ومن جهة ثانية أفضل أن يشتغل كل في مجال تخصصه. { أنت ملحن كبير، لكنك تحتكر ألحانك، فلا يستفيد منها الفنانون المغاربة الشباب، ما تعليقك؟ لا أبدا، هؤلاء المغنون والمغنيات، وخصوصا الذين يهاجرون إلى الشرق، لا يقدمون أغانيهم باللهجة المغربية، ويضيعون التحدث بها. يلزمهم أن يطرقوا بابي لألحن لهم. { يعني أنك لن ترفض التعامل مع أي شاب طرق بابك؟ لا، لكن لدي شروط، لأن الأمر يتعلق باسمي الذي سأضعه على عمل، ومن سيغني هذا العمل يجب أن يكون له صوت في المستوى، لأن الغناء بالطريقة الشرقية ليس هو الغناء بالمغربية. { لحنت، من قبل، أغنية «حكاية هوا» للراحل عبد الحليم حافظ، تحدث لنا عن كواليس ذلك؟ طلب مني عبد الحليم حافظ أن ألحن له أغنية مغربية، فسألته إن كان يريدها ضمن النمط المغربي أو نمطه الشرقي، وأوضحت له أنه إن كان يريدها على النمط الشرقي، فإني أستطيع أن أجهز له الأغنية ابتداء من الغد، أما إن أرادها على النمط المغربي (بإيقاعاته الخاصة)، فالأمر يتطلب منه أن ينتظر شهرا أو أكثر، لكنه كان مستعجلا، فكتبها الطيب لعلج ساعة تناولنا الغذاء، واشتغلت أنا على تلحينها ما بين الثالثة زوالا والثالثة صباحا. { حول الإيقاعات المغربية من تراه اليوم الأكثر علما في المجال؟ من أكبر الفنانين كان المرحوم عبد القادر الراشدي لا يضاهيه أحد في علم الإيقاعات المغربية. والدراية بالإيقاع المغربي، على تنوعه، أسرار لا يمكن تعلمها، لأنها عطايا من الله، «فإما عندك أو ما عندكش». { هل نقول إن التلحين أيضا أحد هذه العطايا التي مُنِحت لك؟ هناك أشياء لا يمكن تعلمها، كاللحن مثلا، إذ يمكن تعلم العزف لكن لا يمكن تعلم اللحن، فإما أن تخلق ملحنا أو لا تخلق كذلك. { وإن سألتك عن بداية حكايتك مع التلحين؟ بدأت في مرحلة مبكرة جدا. منذ طفولتي كنت ألحن الأناشيد للأطفال في مدرستي، فدخلت عالم اللحن، وبدأت الموهبة تكبر، وأنا أسمع وأنصت لكبار الموسيقيين أمثال محمد عبد الوهاب، ورياض السنباطي، وموزار وبيتهوفن..، وغيرهم من العباقرة الذين إن سألت أحدهم اليوم في الشارع أن يتحدث عنهم، سيرد عليك بجهله: «فين ساكن !؟». ويمكن القول إن اللحن يخلق مع الإنسان الذي تتأثر موسيقاه بالمحيط الذي يعيش وسطه. والفنان الذي لا تتأثر موسيقاه بالمحيط، ولو نسبيا، هو شخص جاهل. { هل لك أن تحدثنا عن شيء علق بذهنك منذ بدايتك الفنية، وبالتحديد منذ طفولتك؟ الذكرى التي لم أتمكن من نسيانها وهي سرقة الجائزة الأولى التي نلتها عندما تقدمت للغناء لأول مرة أمام الجمهور، وأنا طفل عمري بين 14 و15 سنة، وكانت عبارة عن مجسم من النحاس والبلور. والغريب أني اكتشفت في النهاية أن فنانا موسيقيا هو من سرقها. شيء آخر كان له الأثر الكبير في نفسي؛ ويتعلق بالراحل محمد عبد الوهاب حين سمعني لأول مرة في بداية الستينات من القرن الماضي. فقد كنت أتمنى لقاءه، فإذا به هو من يتمنى رؤيتي. وقال لي بعدها، «شوف يا وهاب متغنيش من دلوقت ورايح لأي أحد، وحتى لمحمد عبد الوهاب». وهذا الكلام كان له أثر كبير إلى حد أن اغرورقت عيناي بالدموع، وطلب مني بعدها أن أعِدَه بألا يسمع ما أنتجه أي أحد، قبل أن يسمعه أولا، وذلك ما تحقق إلى أن رحل الفنان، الذي كان واحدا من الكبار الذين صنعوا ثقافة الأغنية العربية. { بعيدا عن هذا، لماذا لم تكرم بأي وسام ملكي في عهد الحسن الثاني، وحين أتى ذلك كان وسط مجموعة من الفنانين الشباب، وعدد منهم في بداية المشوار، ألم يزعجك الأمر؟ «الخير وقت ما جاك ينفع». الملك محمد السادس نفسه استغرب حين توشيحي، نظرا لأني سأوشح بالوسام لأول مرة. وأجهل لماذا على مدى 50 سنة من العطاء وحب الوطن، لم يُلتفت إلى أعمالي التي تساوي الكثير، ومنها أغنية «رحلة النصر»، التي برع في كتابة كلماتها محمد الباتولي،(وهنا أدعو من يقول إنه كاتب أغاني مغربية ليسمعها قبل أن يخط حرفا، فلا أحد يمكنه إبداع ما أبدعت، وهنا لا أعتز وأفتخر بنفسي؛ وإنما المسألة تتعلق بالجمع بين العمل والعلم). { من أروع أغنياتك «كان يا ما كان»، التي حصدت جوائز عديدة، رغم طولها استطعت تكثيفها موسيقيا لتقدم في صيغة أغنية يمكن أن نقول إنها خفيفة، كيف استطعت ذلك؟ هذه الأغنية التي تضم ما يقرب 100 شطر، بفضلها نلت جوائز كبرى، منها الجائزة الكبرى بمهرجان القاهرة في مصر، ولم يحصل إلى حدود اليوم أي فنان على الجائزة الكبرى، وأسطر على الجائزة الكبرى لا الأولى، لأن الأولى يقع عليها الإجماع من طرف كل الحكام. الأغنية تضم ما يقرب 100 شطر، ولحنتها في مدة 6 دقائق و46 ثانية، وأول مرة لحنتها وصلت مدتها إلى 24 دقيقة، ولحنتها 8 مرات، بعد ذلك قبل أن أستقر على اللحن النهائي. وتحدَّيْت حينها كل الفنانين. من يستطيع أن يلحن الأغنية في مدة تصل إلى ضعف تلك المدة، سأعطيه تلك الجائزة. منذ سنة 1985 إلى حدود اليوم، ما يزال التحدي قائما دون أن يستطيع أحد أن يربحه. { ولم فشل الآخرون في الوقت الذي نجحت أنت في ذلك؟ كما قلت لك، تلك أسرار إلهية، إلى جانب طرق علمية، وبالنسبة لي أقوم بعملية هندسة للأغنية وأنا أشتغل عليها، ألحن القصيدة على الورق أولا، بطريقة خاصة جدا، وآخذ بعين الاعتبار عنصر اللغة، وأحرص على سلامة الكلام، ولا ألْحَن كما يفعل الكثيرون، خاصة الذين «يمددون»، حيث لا وجود لمد، والذين «يسكنون» رغم عدم صحة التسكين. تحضرني هنا ملاحظة الموسيقار محمد عبد الوهاب أثناء تلحيني لإحدى الأغاني، إذ أبدى انبهاره بهندستها، وقال لي «دا انت عملت هندسة»، وهنا لأول مرة وعيت ب«الهندسة» التي كنت أمارسها. { هل يرضيك أنه على مدى نصف قرن استمر نجاح أغانيك في الوطن العربي، ولم تستطع إلى اليوم أغاني فنان مغربي منافستها؟ الحمد لله على هذا ! كثير من الفنانين في الوطن العربي أعجبوا بطريقتي الغنائية، كعبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب الذي كان يعشق أغنية «آجي نتسالمو». وفي السنوات الأخيرة حينما قامت أصالة بإحياء حفل في المغرب طلب منها الجمهور أن تغني «ما أنا إلا بشر» ثلاث مرات، وفعلت إلى أن شعرت بالدوار. مع العلم أن عمر هذه الأغنية 50 سنة، وما تزال حية، في الوقت الذي لا يتجاوز عمر أغاني كثير من المغنيين، ولا أقول المطربين الأسبوع الواحد، أو أكثر بقليل. { ما يمنع -برأيك- أن يمتد نجاح هذه الأغاني إلى زمن أطول؟ لأن هناك عمل يُحضر بصدق ويأخذ صاحبه الوقت الكافي لإخراجه، وهذا فيه احترام لأذواق الناس واحترام للشعوب. وهناك أيضا من يشتغل بطريقة «كور واعط الأعور»، وهدفه الأساس تجاري. والأشياء «التي لها طابع أصيل» هي التي تدوم وغيرها يعتبر سحابة صيف عابرة. { إن سألتك عن أهم العناصر الشابة التي تراها قادرة على حمل مشعل الأغنية المغربية ونشرها في الوطن العربي؟ هذه القدرة لا يمكن أن تؤتى إلا لمن يملك ثقافة فنية كبيرة، بعيدا عن الثقافة العامة، ويدرك جيدا كيفية اشتغاله، ويعرف كيف يوصل فنه إلى الشرق، حتى دون أن يصل إليه، مثلما استطاعت أغانيَ أن تصل ويتغنى بها المشارقة. والشبان الحاضرين في الساحة الحالية إذا كانوا يغنون بصدق وبحب وبشغف -طال الزمن أو قصر- لا بد أن يصل صوتهم داخل المغرب وخارجه. { في رأيك، ماهي الأسماء التي نالت شهرة كبيرة داخل الساحة والتي تملك مثل هذه المواصفات؟ الحقيقة أن لا دراية لي بها، لأني منذ مدة لم أعد أتابع الأعمال الغنائية، ليس فقط المغربية، وإنما في العالم العربي. لأني بدأت أشعر بشيء من الملل، وبالنسبة لي الأشياء التي لا أستفيد منها لا حاجة لي بها بتاتا. { ما هي الأصوات المفضلة لديك، اليوم، ومن يطربك؟ أسمع اليوم للموسيقى الكلاسيكية باستمرار، كيفما كان نوعها، كما أنصت للأغنية الإنجليزية والأغنية الأمريكية، لأن عددا منها يتضمن مواضيع إنسانية. { مؤخرا، فازت أغنية «انت»، للفنان سعد المجرد، بالجائزة الأولى في صنف الأغنية العصرية ضمن مسابقة الأغنية المغربية ما رأيك في ذلك؟ أعتقد أنه في ال15 سنة الأخيرة صارت الأشياء في طريقها إلى الاضمحلال في كثير من البلدان، وفي كثير من المجالات؛ ومن بينها مجال الغناء. ومحمد عبد الوهاب نفسه حين سئل مرة، ما هو الفن؟ أجاب: «إن الفن مثل العملة، من قبل كانت تستبدل بالذهب، واليوم بورق لا قيمة له. { بعيدا عن الموسيقى، كنت من أول الفنانين الذين ظهروا في السينما المغربية من خلال فيلم «الحياة كفاح»، لماذا لا تظهر بعدها في أفلام أخرى؟ منذ 1967 إلى الآن فقد مرت حوالي 50 سنة، ولا نملك 10 أفلام استطاعت أن تؤثر في العالم العربي. لأن السينمائيين المغاربة يريدون القيام بكل شيء، الإخراج والإنتاج وغير ذلك..، ويغفلون أهمية الاختصاص، بالإضافة إلى إغفال عنصر أساسي، وهو السيناريو الذي لا يمكن أن ينجح فيلم إن لم يكن الحرص على اختياره موفقا. وهذا العنصر الأخير منعني من التمثيل، إذ عرضت علي سيناريوهات كثيرة ومع الأسف لم أجد فيها ما أريد. { شاركت في لجان تحكيم مهرجانات سينمائية، كيف كانت التجربة؟ أريد أن أتحدث هنا عن تجربة خضتها في إطار عضوية لجنة تحكيم مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية، وكان معي سينمائي يحضر في كبريات المهرجانات السينمائية الدولية، وعلى رأسها مهرجان «كان». كان يجلس هذا السينمائي دائما إلى يميني وزوجته على يساري. ونحن نشاهد فيلما لأكبر مخرج مغربي حينها، حيث فوجئ بمستوى الفيلم وبدأ يتساءل «ما هذا؟»، ويقول إن ما يعرض مجرد صور، ودفعا للحرج الذي أحسسته حتى تصببت عرقا علّقت: «لا أحد يصيب دائما في عمله لأن احتمال الخطأ وارد». رَد علي، مُغلقا الباب: «إن من يقوم بمثل هذا العمل لا يمكن أن ننتظر منه منتوجا سينمائيا». كان بعدها وأثناء تحديدنا للنتائج أني قمت بالتصويت لفيلم نال الجائزة الأولى والثانية، وكان عملا تونسيا متميزا، وكان السينمائي إلى جانبي في هذا الاختيار. { وما قولك في الانتاجات السينمائية المغربية الأخيرة؟ أنجزت أفلاما كثيرة دون أن يكون لها صدى، لكن اليوم وجه السينما تغير، وخصوصا على مستوى الممثلات؛ فقد شاهدت بعض الأفلام التي عرضت على شاشة التلفزيون بعد عرضها في قاعات السينما، وظهرت فيها الممثلات على مستوى دولي، وماهو إلا دليل واضح على مستوى تلك الأعمال.