تتواصل حوادث الجرائم البشعة والعنيفة ضد الأطفال بالمغرب، والتي تنوعت ما بين الاختطاف والاغتصاب والاستغلال الجنسي والقتل والتعذيب وغيرها، وآخرها جريمة جديدة كانت ضحيتها طفلة يتيمة من مدينة فاس في ربيعها السابع، والفاعلة زوجة أبيها الشابة التي عرضت ربيبتها الصغيرة للتعذيب عن طريق الضرب المبرح والكي. هذا، واعتقلت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن فاس، بحسب بلاغ لها، مساء أول أمس الأربعاء، شابة تبلغ من العمر 25 سنة، وذلك بعدما فرت من بيت زوجها بأحد الأحياء الشعبية بفاس، عقب اقترافها لجريمة تعذيب ربيبتها. وأفاد البلاغ عينه، بأن تحرك خلية التكفل بالأحداث القاصرين ضحايا العنف بولاية أمن فاس بأمر من النيابة العامة المختصة، جاء عقب انتشار فيديو جرى تداوله على نطاق واسه منذ يوم الثلاثاء الأخير بمواقع التواصل الاجتماعي، تظهر فيه طفلة قاصر تحكي عن تعرضها للإيذاء العمدي عن طريق الكي، والفاعلة زوجة أبيها، التي اختفت عن الأنظار وهربت من بيت زوجها بالحي الشعبي"الطاهريين- سهب الورد" المحاذي لحي "باب فتوح"المشهور بمدينة فاس، وذلك عقب انتشار فيديو بمواقع التواصل الاجتماعي. واستنادا إلى المعلومات التي حصلت عليها "أخبار اليوم" من مصادر قريبة من الموضوع، فإن الطفلة، التي توفيت والدتها وعمرها لا يتجاوز سنتين بسبب مرض عضال أصاب الأم ولم ينفع معه علاج، وجدت نفسها يتيمة ووحيدة مع أبيها الذي يضطر للخروج يوميا بحثا عن قوتهما، مما عجل بزواجه من شابة تصغره بسبع سنوات حتى تتكفل بصغيرته وترعاها في غيابه، حيث لم يكن الأب، يضيف قريب للعائلة، يدرك بأن الشابة التي اختارها لحضانة طفلته ومعاملتها بمثابة ابنتها، سرعان ما ستحولها الغيرة من الطفلة إلى زوجة شريرة، خصوصا بعدما يئست بعد مرور أزيد من خمس سنوات عن زواجها من إنجاب طفل من صلبها، وذلك بسبب اكتشافها عن طريق طبيب لإصابتها بالعقم، وهو ما زاد من حقدها على الطفلة اليتيمة التي تحولت حياتها إلى جحيم حقيقي. وزادت المصادر ذاتها، بأن الزوجة الشابة كانت تبحث عن أبسط هفوات الطفلة، حتى تعرضها للتعذيب بشكل ساد، بدأته بضربها المبرح وانتزاع خصلات من شعرها، كما حرمتها أكثر من مرة من الأكل بعد عودة الصغيرة من المدرسة، فيما ظل الأب غافلا عما تتعرض له طفلته على يد زوجته الشابة التي كانت تظهر في حضوره بالبيت عكس ما تبطن لصغيرته في غيابه، حيث هددتها بتعريضها لأبشع صور التعذيب إن هي أخبرت أباها بأمر تعذيبها، فيما ظلت الطفلة تبلع لسانها وهي تصبر وتخفي معاناتها مع زوجة أبيها التي منعتها حتى من زيارة جدتها (أم والدتها المتوفية) التي تقطن غير بعيد عنها. خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخير، وفي غياب الزوج فقدت الشابة أعصابها بعدما تسببت ربيتها الصغيرة، كما تقول رواية الجيران، في كسر بعض من أواني المطبخ، وهو ما عرضها للتعذيب من جديد، لكن هذه المرة بشكل ساد وبشع، حيث قامت الزوجة بكيها في أطراف من جسمها، قبل أن تتمكن بداية الأسبوع الجاري من الفرار هربا من الجحيم الذي عاشته وتعيشه، قاصدة بيت الجدة القريب من سكن والدها. صُدمت الجدة لما عاينته على جسد حفيدتها، من آثار حروق في أنحاء من جسمها الصغير. هول ما تعرضت له الطفلة، هز عائلة الجدة والجيران، فكان أن تفاعل أحدهم مع الحادث بتصوير آثار الجروح البادية على جسد الطفلة، وتسجيل فيديو تحكي فيه الصغيرة عن قصة تعذيبها من قبل زوجة أبيها، حيث انتشر الفيديو منذ الثلاثاء الأخير على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، وانتهى بتفاعل سريع معه من قبل شرطة ولاية أمن فاس تحت إشراف النيابة العامة، مما أسفر عن اعتقال الزوجة الفاعلة بعد أقل من 24 ساعة عن فرارها واختبائها لدى أقرباء لها بقرية بضواحي مدينة فاس عقب علمها بانتشار الفيديو الذي فضحها. للإشارة، فتحت "خلية التكفل بالأحداث القاصرين ضحايا العنف" بولاية أمن فاس، أبحاثها مع الشابة الموقوفة التي وضعت تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة فور اعتقالها، مساء أول أمس الأربعاء، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات الأفعال الإجرامية المنسوبة إلى الزوجة، فيما أحيلت الطفلة على المستشفى لمعالجة الحروق التي تسببت لها في تقيحات وندوب عميقة أثرت بشكل كبير على حركتها، فضلا عن إصابتها بأعراض نفسية حادة، تُورد مصادر "أخبار اليوم".