موازاة مع مواصلة عداد الإصابات المؤكدة بالفيروس التاجي بجهة فاس-مكناس انخفاضه منذ منتصف شهر شتنبر الجاري، ما يزال كورونا يفجر بؤرا جديدة بهذه الجهة، ويتعلق الأمر، بحسب ما كشفت عنه مصادر "أخبار اليوم"، بظهور إصابات جديدة بكوفيد-19 داخل حي شعبي تابع للمقاطعة الجماعية "جنان الورد"، حيث أمرت بخصوصه السلطات الصحية والإدارية إغلاقه وعزله عن باقي أحياء المدينة. وأفادت المعطيات التي حصلت عليها الجريدة من مصادر جيدة الإطلاع، بأن السلطات وبتنسيق مع اللجنة العليا الجهوية لليقظة وتتبع الحالة الوبائية بجهة فاس- مكناس، شرعت منذ يوم الجمعة الأخير في وضع حواجز حديدية بحي "جنان بوطاعة" التابع لمقاطعة "جنان الورد"، والقريب من الحي الشعبي الكبير والمشهور بفاس "باب فتوح"، حيث أنهت السلطات يوم أمس الأحد إجراءات إغلاق هذا الحي السكني بالكامل، على خلفية ظهور إصابات جديدة بكورونا، رصدتها فرق التدخل السريع خلال الحملة الأخيرة التي أطلقتها السلطات الصحية بفاس للكشف المبكر بمراكز القرب وإجراء التحليلات المخبرية السيرولوجية السريعة لمحاصرة الوباء والحد من انتشاره بين المخالطين والتكفل بالحالات الجديدة. وعاش الحي السكني المعني، منذ الجمعة الأخير استنفارا أمنيا لتنفيذ قرار إغلاقه وعزله عن باقي أحياء المدينة، حيث نشرت السلطات الإدارية والأمنية عناصر الشرطة والقوات المساعدة بجميع مداخل ومخارج حي"جنان بوطاعة" القريب من حي باب فتوح الشعبي، كما طوقت شوارعه وأزقته بالحواجز الحديدية للتحكم في حركة التنقل من إلى هذا الحي، الذي سجلت فيه إصابات بالفيروس على مدى أيام الأربعاء والخميس والجمعة من الأسبوع المنصرم، وهو ما جعل مدينة فاس تعود إلى صدارة الإصابات الجديدة بكورونا بهذه الجهة، بعدما تراجعت على مدى أسبوع إلى المركز الثاني بعد جارتها مدينة مكناس. وفي مقابل إغلاق حي "جنان بوطاعة" بمقاطعة "جنان الورد"، والذي وظفت فيه السلطات بتنسيق مع شركائها بالمجتمع المدني جهودهم لمحاصرة الفيروس عبر تحسيس قاطني الحي وتوزيع الكمامات عليهم بشكل مجاني بالنظر للحالة الاجتماعية لسكانه، كشفت آخر المعطيات التي حصلت عليها الجريدة من مصادرها، بأن السلطات رفعت حواجزها عن حي الأزهر التابع لمقاطعة أكدال بوسط المدينةالجديدةبفاس، وذلك بعدما أغلقته منتصف شهر غشت الماضي بسبب انتشار الفيروس بين سكانه، قبل أن تُقرر السلطات تخفيف تدابيرها الاحترازية المشددة بهذا الحي عقب تحسن حالته الوبائية. وسجلت جهة فاس- مكناس، بحسب معطيات الحالة الوبائية التي أعلنت عنها مديرية الصحة بفاس، خلال ال24 ساعة الأخيرة حتى صباح أمس الأحد 64 إصابة جديدة، مما جعلها تواصل حضورها ضمن الجهات الأقل انتشارا للفيروس بالمغرب بحسب وزارة الصحة، وهي جهات" فاس – مكناس" و"العيون-الساقية الحمراء"، و"الداخلة- واد الذهب"، و"كلميم- واد نون". هذا، وتوزعت الحالات الجديدة المسجلة خلال ال24 ساعة بجهة فاس، على إقليمتازة الذي تصدر اللائحة ب28 إصابة، تليه عاصمة الجهة ب16، وجارتها مدينة مكناس ب15 إصابة، وإفران ب3 حالات، فيما سجلت حالة واحدة فقط بإقليميصفرو وبولمان، أما إقليماالحاجب ومولاي يعقوب فلم يسجلا أي حالة منذ أزيد من أسبوع من الآن. من جهة أخرى، تواصل الجهة تسجيل حالات الوفيات بسبب مضاعفات الفيروس، والذي فتك خلال الأسبوع المنصرم ب20 مريضا بحسب إحصائيات المديرية الجهوية للصحة، منها 4 حالات جرى احتسابها على حصيلة أول أمس السبت، اثنان بفاس ومتوفى واحد بكل من مكناس وبولمان، مما رفع عدد المتوفين بالجهة منذ وصول كورونا اليها منتصف شهر مارس الماضي حتى الآن، إلى 294 حالة وفاة أغلبها سجلت خلال مرحلة رفع الحجر الصحي وتخفيف حالة الطوارئ الصحية، فيما يزال يواجه مضاعفات الفيروس بقسم الانعاش والعناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، بحسب ما كشف عنه مصدر جيد الإطلاع، مابين 70 و80 مريضة ومريض، أغلبهم حالات متوسطة الخطورة، مما يؤشر على ارتفاع محتمل في مؤشر الإماتة وسط مرضى كوفيد-19، والذي بات يقلق السلطات الصحية والإدارية بجهة فاس – مكناس، وذلك على الرغم من التفاؤل الحاصل بخصوص الانخفاض المتواصل في عداد الاصابات الجديدة، وكذا التحسن الذي يعرفه معدل المتعافين من المرض والذي سجل خلال ال24 ساعة الأخيرة زيادة 90 متعافيا رفعوا عدد الناجين من المرض بعد العلاج إلى 10575 شخص أعلن شفاؤهم بشكل نهائي من كورونا، في مقابل مواصلة 577 مريضة ومريضا لرحلة العلاج بمستشفيات الجهة.