بعد الضربات الموجعة التي تلقتها من الداخل والخارج في السنوات الأخيرة، تحاول جبهة البوليساريو العودة إلى الواجهة من جديد من خلال دعم تأسيس ما يسمى "الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي" في العيون، أول أمس الأحد. ويبدو من خلال تتبع تطور أحداث ملف نزاع الصحراء منذ سنة 2017 أن تأسيس الهيئة الجديد بزعامة الانفصالية أمينتو حيدر يأتي، أولا، كرد فعل على تأسيس، في نونبر 2017، الإطار السياسي الصحراوي الجديد المعارض للبوليساريو "المبادرة الصحراوية من أجل السلام"، قبل أن يتم مع بداية السنة الجديدة تأسيس الحركة السياسية المعارضة الثانية "صحراويون من أجل السلام"، وثانيا، من أجل فتح معركة جديدة ضد المغرب من داخل الصحراء تتعدى المواجهة الحقوقية إلى السياسية والاقتصادية. في هذا السياق، كشفت وسائل إعلام تابعة لجبهة البوليساريو أنه عقدت، أول أمس، في مدينة العيون أشغال ما يُسمى المؤتمر التأسيسي "للهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي". وتابعت المصادر ذاتها أن الهيئة تتكون من 33 عضوا، حيث أسندت رئاستها إلى الانفصالية أمينتو حيدر. وتزعم الهيئة أن هدفها هو "النضال من أجل حرية واستقلال الشعب الصحراوي، والدفاع عن كرامة الإنسان الصحراوي بالوسائل السلمية والمشروعة، على اعتبار أن هذا الحق يشكل أساس وروح جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعترف بها الشرعية الدولية والإفريقية لجميع شعوب العالم". مصدر عليم من الصحراء أوضح ل"أخبار اليوم" أن المؤتمر عقد في أحد البيوت في مدينة العيون وحضره نحو 40 شخصا، وهو الشيء الذي ترجحه الصور التي نشرتها بعض المواقع التابعة للجبهة. كما يظهر أن الهيئة تابعة كليا لجبهة البوليساريو. وعن السياق الذي أسست فيه الهيئة الجديدة، أكد المصدر للجريدة أن "المبادرة من أجل التغيير" كانت خرجت من داخل البوليساريو، لكنها تختلف مع هذه الأخيرة في المواقف والتدبير. ولكن المبادرة أصبحت تخلق في لحظة من اللحظات متاعب للجزائر والبوليساريو، وقد تمكنتا من اختراقها وتوجيه بعض أعضائها، وفي لحظة ما دفعهم إلى الاستقالة للاحتجاج عليها لإرباكها وتقليل مسارها، كما ضيقوا عليها ولم يعودا يسمحان لها بعقد اجتماعاتها في المخيمات، وبالتالي بدأت تضعف". واستطرد المصدر ذاته قائلا: "وفي إطار التضييق على المبادرة، جرى تأسيس "صحراويون من أجل السلام". وبيّن المصدر عينه قائلا: "طبعا، هاتان الحركتان كشفتا عن بنية البوليساريو، ولكن ليس بالشكل الكبير. والجديد اليوم، هو أنه في ظل المتاعب التي تخلقها الحركتان الصحراويتين المعارضتين للبوليساريو والجزائر، لا يستبعد أن يكون تأسيس الهيئة الجديدة من داخل العيون يدخل في إطار رد الفعل على تأسيس الحركتين المعارضتين للبوليساريو". وخلص قائلا: "تأسيس الهيئة تحول كبير، وأكيد أنه سيولد العديد من الانفجارات، لأن البوليساريو والجزائر تحتاجان إلى اصطدامات جديدة لاستغلالها. اليوم، إذا لم يكن المغاربة في المستوى سيقعون في انزلاقات".