أصبح الوضع الوبائي في المغرب، خلال الأيام الجارية، مقلقا فعلا، بعد الارتفاع القياسي لأعداد الإصابات المؤكدة بفيروس كوفيد-19؛ إذ سجلت، أمس السبت، فقط، 1776 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد. وتتوزع الإصابات المسجلة عبر جهات المملكة، إلا أن بعض المدن المغربية أثارت الانتباه إليها، بعد رصد ارتفاع ملحوظ في الحالات المؤكدة بالفيروس يها، مقارنة مع مدن أخرى. ونسوق مثالا على ذلك، جهة الدارالبيضاء-سطات، حيث سجلت، يوم أمس 802 حالة، 651 منها في الدارالبيضاء الكبرى، حيث يبدو الرقم مخيفا فعلا، إذ لم يسبق لمدينة أخرى أن سجلته، منذ 2 مارس الماضي، تاريخ رصد الوباء في المغرب. أما مدينة مراكش، فهي الأخرى سجلت فيها 229 إصابة مؤكدة بالفيروس من مجموع 256 إصابة على مستوى جهة مراكش-آسفي. ودفعت الوضعية الوبائية في العاصمة الاقتصادية للمملكة السلطات إلى اتخاذ سلسلة من التدابير الاحترازية على مستوى مقاطعة أنفا، وذلك بسبب ارتفاع عدد الإصابات بالعدوى بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). وهمت التدابير، المتخذة في الدارالبيضاء، منع متابعة مباريات كرة القدم في المقاهي، وإغلاق بعض شرايين المقاطعة، وأحيائها، أول أمس الجمعة، ومنها شارع الطاهر العلوي، وزنقة عبد الرحمن المخنث، وزنقة موحى واسعيد، وباب مراكش، وباب الجديد، والسور الجديد، وتناكر، فضلا عن وضع دوريات مشتركة في الحواجز الموضوعة على مستوى الطرق، المؤدية إلى السوق المركزي وبنجدية، والشاوية. السلطات المحلية في عمالة عين السبع الحي المحمدي، طالبت، أيضا، أمس، أصحاب المحلات التجارية في قيسارية الحي المحمدي بالإغلاق في الساعة السادسة مساء، وذلك بعد أيام من إغلاق منطقة "مشروع الحسن الثاني"، بسبب تزايد عدد الإصابات المحلية المؤكدة بفيروس كورونا، وظهور بؤر في المنطقة المذكورة. وشهدت بعض الأحياء في مدينة مراكش إغلاقا كليا، أو جزئيا، بالنظر إلى تفشي الوباء في أجزاء، ويتعلق الأمر بسيدي يوسف بن علي، والحي الحسني، والحي المحمدي، والمحاميد، والمنارة، وجامع الفنا، وقشيش. وستعرف الأحياء المذكورة الحد من التنقلات إلا في الحالات الضرورية، المرتبطة بالصحة، أو العمل، أو اقتناء حاجيات التموين، وتم تحديد وقت إغلاق المقاهي، والمطاعم في الساعة العاشرة ليلا، وتكثيف المراقبة للوحدات الانتاجية، والمهنية بمختلف أصنافها، وأحجامها، للتأكد من الالتزام باحترام التدابير الاحترازية الجاري بها العمل.