مع اقتراب عيد الأضحى، تشير كل المعطيات والأرقام إلى أن سَنة كورونا ستستمر في خلق الاستثناء أيضا في هذا العيد الديني؛ فبعدما مُنعت صلاة التراويح وصلاة العيد جماعة في المساجد رمضان المنصرم، فرضت المناسبة والظرفية الحالية انخفاضا كبيرا في أثمنة قطيع الأغنام المعروضة للبيع، وهو ما لم تنضبط معه بعض الأسواق التجارية الكبرى بالدار البيضاء، التي شرعت في عرض الأضاحي بأثمنة مرتفعة دون استحضار حالة الاستثناء والظرفية الحالية المرتبطة بجائحة كورونا، في حين لا يزال الغموض يلف وعود وزارة الداخلية بخصوص التحضير للعيد أو عرض الأضاحي. وظهرت تناقضات مثيرة على بعد أيام من العيد، بعد عرض بعض الأسواق الكبرى للأضاحي بأثمنة مشابهة للسنوات الماضية رغم الظرفية الاستثنائية لهذه السنة، وتوقف أنشطة كثيرة كانت تستهلك آلاف رؤوس الأغنام أسبوعيا، إضافة إلى عامل الجفاف وغيرها من العوامل، إلا أن عروضها لاقتناء الأضاحي لا زالت تناهز 50 درهما للكيلوغرام، علما أن أثمنة اللحوم الحمراء شهدت انخفاضا كبيرا في الأسواق المغربية، وصارت تتراوح ما بين 40 و60 درهما حسب المناطق. وكشف أحمد العماري، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين- فرع المجازر بالدار البيضاء، أن أثمنة الأضاحي هذه السنة ستعرف انخفاضا بنسبة 30% تقريبا، لعدة أسباب فرضتها جائحة كورونا، ما يعني وفرة الأضاحي وبأثمنة غير مسبوقة، مشيرا إلى أن بعض الأسواق التجارية الكبرى تغرد خارج السرب بعرضها الأضاحي بسعر مرتفع جدا لا يراعي خصوصية الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد، موضحا أن الأثمنة المفروض عرضها في الفضاءات لا يجب أن تتراوح 45 درهم بالنسبة لسلالة السردي، في حين قدر المتحدث أثمنة سلالة الدمان وغيرها في 40 درهما للكيلوغرام. وأوضح العماري، في اتصال مع "أخبار اليوم"، أن موجة الجفاف التي طبعت البلاد في الموسم الفلاحي الحالي، إضافة إلى الظروف الاستثنائية المرافقة للجائحة العالمية المرتبطة بفيروس كورونا، التي نتج عنها توقف الأعراس والجنائز والحفلات، علاوة على الانخفاض الكبير في تدفق المهاجرين المغاربة من بلدان المهجر، كلها عوامل أثرت بشكل مباشر على استهلاك اللحوم الحمراء، خاصة قطيع الأغنام، مشيرا إلى أن المجازر البلدية بالدار البيضاء تذبح ما بين 1000 و1200 رأس غنم يوميا هذا الصيف، وهو انخفاض يناهز 50% من الأرقام التي دأبت المجازر البلدية بالبيضاء على تسجيلها في السنوات العادية، حيث كانت تذبح ما بين 2000 و2400 رأس غنم يوميا، مشيرا إلى أن مموني الحفلات كانوا يستهلكون لوحدهم ما بين 3000 و4000 سقيطة غنم بشكل أسبوعي، ابتداء من ماي وعلى طول فصل الصيف الذي كان يعرف إقبالا كبيرا على استهلاك لحوم الأغنام. وأعلنت المديرية الجهوية للفلاحة بالدار البيضاءسطات، أن الجهة توفر عرضا كافيا من الأضاحي يصل عددها هذه السنة إلى مليون و450 ألف رأس من الأغنام والماعز، 60 في المائة منها من سلالة الصردي المنحدرة أساسا من إقليمي سطات وبرشيد. وأكدت المديرية ذاتها، في بلاغ لها، أن هذا العرض يفوق حاجيات الجهة، التي تصل بمناسبة عيد الأضحى المبارك، برسم السنة الجارية، إلى مليون رأس من الأغنام والماعز، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن نسبة الطلب لا تتعدى في مجملها 70 في المائة من الكمية المعروضة. وأوضح المصدر عينه أن هذا القطيع من الأغنام والماعز المعدة للأضحية يتوزع على مستوى الجهة بين كل من سطات (560.000 رأس)، وبرشيد (210.000 رأس)، وبنسليمان (250.000 رأس)، وسيدي بنور (200.000 رأس)، والجديدة (165.000 رأس)، والدار البيضاء (3.000 رأس)، ومديونة – النواصر (70.000 رأس)، والمحمدية (15.000 رأس). وأفادت المديرية أن 70 في المائة من هذه الماشية يتم تسمينها بمختلف أماكن التسمين، وكذا على مستوى الضيعات والمزارع الصغيرة . وبخصوص الأسعار بالجهة، تبقى مستقرة وتخضع للعرض والطلب، ومن المتوقع، حسب المديرية، أن يتراوح متوسط سعر الأغنام بالجهة ما بين 2.000 و3.600 درهم للرأس بالنسبة لسلالة الصردي، وما بين 1.500 و2.800 درهم للرأس بالنسبة للسلالة البركي وغيرها.