ألغى عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، اجتماعا كان مقررا أن يجمعه بعزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أمس الأربعاء، ردا على مقابلة صحفية أجراها رشيد الطالبي العلمي، القيادي في هذا الحزب، وبثت أمس، وتضمن تقريعا بوهبي. وأطلق وهبي سلسلة لقاءات مع فرقاء من المعارضة، وبدأ باجتماع مع نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، ثم نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وكان مقررا أن تشمل سلسلة اللقاءات التشاورية أحزابا في الأغلبية أيضا، وكان التجمع الوطني للأحرار أولها، لكن بث مقابلة الطالبي علمي ساعات قبيل موعد الاجتماع، تسبب في إحراج لقيادة حزب الأصالة والمعاصرة، وأدى إلى إلغاء خطط الاجتماع. وقال الطالبي العلمي في هذه المقابلة، التي بثها موقع "هيسبريس"، إن حزب البام "يستحق أمينا عاما أفضل من وهبي، وهي العبارة التي أججت الخلافات بين قيادتي الحزبين. لكن وهبي كان أيضا قبله، قد توعد بتشكيل لجنة تقص للحقائق لفحص إدارة الطالبي العلمي لوزارة الشباب والرياضة، عندما كان وزيرا، على خلفية مزاعم بتفويت صفقة موقع إلكتروني للتخييم بمبلغ ربع مليار سنتيم. وتقول مصادر بحزب التجمع الوطني للأحرار، إن الطالبي العلمي تعمد "التشويش على الاجتماع بين أخنوش ووهبي بواسطة هذه المقابلة التي برمجت للبث خصيصا قبيل موعد الاجتماع بساعات"، لكن قياديا في حزب الأصالة والمعاصرة أشار إلى أن "محتوى الخلافات بين البام والطالبي العلمي أكبر من مجرد تصريح صحفي، بل إن بعض القادة قد صنفوه رسميا بمثابة خصم أول للبام". وهبي بدوره، كان قبل أسبوع وفقط، أشار إلى أن حزبه قد وضع خططا للقطيعة مع حزب التجمع الوطني للأحرار على طاولة المناقشات. وعانى "البام" كثيرا، في الفترة التي كانت الصراعات الداخلية تنخره، من محاولات استنزاف مقدراته البشرية من لدن قياديين في الأحرار مثل الطالبي علمي ومصطفى بايتاس. وكان مأمولا أن يخفف الاجتماع بين وهبي وأخنوش من حدة التوترات بين الطرفين، لكن فشل ذلك في نهاية المطاف.