يعيش ناشرو الصحف على إيقاع زلزال كبير بعد انشقاق مجموعة منهم وإعلانهم تأسيس جمعية جديدة تحمل اسم "الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين". فما هي خلفيات تأسيس إطار جديد للناشرين، في ظل الوضعية الصعبة التي يعيشها قطاع الصحافة والنشر إثر تداعيات كورونا، بعد قرار توقيف طبع الصحف. الإعلان عن تأسيس الجمعية جرى بشكل مفاجئ يوم الجمعة 19 يونيو 2020 بالدار البيضاء إثر جمع عام تأسيسي، حضره مجموعة من مديري النشر، وهم: عبدالمنعم الديلامي، مدير ليكونوميست، الذي يستعد لمغادرتها بعد بيع أسهمه في مجموعة إيكوميديا، ورشيد نيني، مدير الأخبار، وعزيز الداكي، مدير موقع le360، وإبراهيم منصور، مدير أوال ميديا، الناشرة ليومية "الأخبار"، وحسن العلوي، مدير ماروك ديبلوماتيك، وأحمد الشرعي، مدير غلوبال ميديا، وخالد الحري، رئيس تحرير الصباح، والمهدي علابوشمن lesite info، وعبدالله فردوس – رسالة الأمة، وإدريس شحتان، "المشعل" و"شوف تي في"، وسعد بنمنصور، la vie eco aujourdhui lemaroc، وعادل بصري، les inspirations eco، والمختار الغزيوي، من الأحداث المغربية. أصحاب المبادرة أعلنوا أنهم تدارسوا "وضعية الصحافة المغربية خلال جائحة كوفيد 19 وتداعيات الأزمة الوبائية على القطاع"، واتفقوا على خلق "تكتل مهني" يكون "المحاور الأساس"، في كل ما يتعلق بالصحافة ويدافع عن المهنة ويقوي القطاع، ويواكب مختلف التطورات المجتمعية التي يعرفها المغرب "ويضمن استمرارية المطبوعات الورقية والإلكترونية والإذاعية المغربية بشكل قوي". ضربة لفيدرالية الناشرين تعد الفيدرلية المغربية لناشري الصحف، أكبر هيئة مهنية ممثلة للصحف في المغرب تأسست قبل حوالي 19 سنة، وقد عقدت آخر مؤتمر لها في دجنبر 2012، وانتخبت بهية العمراني رئيسة، وهي مدير لمجلة "لوروبورتير" لتخلف نور الدين مفتاح، مدير نشر "الأيام"، الذي شغل هذا المنصب لثلاث ولايات. وضمت الفيدرالية الصحف الأساسية، مثل الأحداث المغربية، لوماتان، والصحراء المغربية، لافي إيكو، ليزانسبيرون إيكو، فينانس نيوز، و"الصباح" و"ليكونومسيت"، و"زمان" بالعربية والفرنسية. أما الهيئة الثانية التي تمثل الناشرين، فهي الفيدرالية المغربية للإعلام التي يرأسها كمال لحلو، صاحب راديو إم إف إم، وتضم مجلة "La vérité"، و Economie et Entreprises، و"المشعل" و"شوف تيفي"، وبعض المواقع والصحف المحدودة. استقالة مفتاح بعد انتخاب بهية العمراني، على رأس الفيدرالية، أقوى تنظيم للناشرين، استقال نور الدين مفتاح، الذي يعد أهم مؤسس للفدرالية، مرجعا استقالته ل"خلافات تنظيمية وفي التوجهات"، فاستقال من المكتب التنفيذي وبقي عضوا في الفيدرالية. وتشير مصادر من الفيدرالية أن خلافات نشبت مع الرئيسة الجديدة، بسبب طريقتها في التسيير، مرجحا أن يكون أحد الأسباب الرئيسة لبروز التنظيم الجديد، هو تدبير العمراني، لملف النشر في ظل كورونا. فقد كان أول قرار صادم للناشرين هو توقيف طبع الصحف، ببلاغ من وزارة الاتصال في بداية الجائحة، دون تشاور مع الناشرين، ودون أن يكون للوزارة حق اتخاذ هذا القرار، ودون أن تقوم الفيدرالية بأي رد فعل، رغم أن هذا القرار له انعكاسات سلبية على القطاع. يقول مصدر من الفيدرالية إن الرئيسة رفضت إصدار بيان، مبررة ذلك بأن قرار وقف الطبع اتخذته "جهات عليا". وجاءت النقطة الثانية التي أفاضت الكأس، وهي إعلان وزير الاتصال عثمان الفردوس، بأن بإمكان الصحف استئناف الطبع، بدءا من 26 ماي، وأن القرار اتخذ بطلب من الناشرين. وحسب مصدر من الفيدرالية، فإن رئيسة الفيدرالية هي التي طلبت من الوزارة ذلك دون تشاور، خاصة أنه تبين أن هناك صعوبات كبيرة في إعادة الطبع، دون ترتيبات، تتعلق بشركة التوزيع، ومدى توفر باعة الصحف في الأكشاك. كما أن شركة التوزيع لم تصرف مستحقات المؤسسات الصحفية عن مبيعات شهر مارس، في وقت تعاني المقاولات الإعلامية من ضائقة مالية خطيرة. لكن بعيدا عن الاتهامات لرئيسة الفيدرالية بالتقاعس عن الدفاع عن القطاع، فإن هناك من يطرح تساؤلات حول غموض مبادرة تأسيس جمعية جديدة للناشرين، ومنهم نور الدين مفتاح الذي قال في تصريح لجريدة "العلم"، إنه يتأسف لما يتم الترويج له من أن بعض "المنشقين" قد تكون لهم "ارتباطات مع جهات نافذة"، هي التي دعتهم لمغادرة الفيدرالية، معتبرا أن "هذا التصور إن صح، فهو مخالف للتوجه الديمقراطي للمملكة"، واعتبر أنه من المسيء "الحديث عن التمييز بسبب القرب من بعض مراكز القوة مادام أن المغرب هو مغرب الجميع". واعتبر مفتاح أن هذه المحاولة "حركتها حرقة الأزمة"، ولكنها "مندفعة وأخاف أن تكون لها نتائج عكسية"، داعيا إلى التآزر بدل التنافر. مؤتمر استثنائي للفيدرالية في ظل هذه التطورات دعت فيدرالية ناشري الصحف إلى عقد مؤتمر استثنائي قريبا لإعادة نفسها، واستخلاص الدروس من هذه التطورات، علما أن الفيدرالية لازالت تضم أهم الصحف اليومية ومعظم المواقع الإلكترونية، مثل "المساء"، "أخبار اليوم"، و"النهار المغربية"، و"العلم" و"لوبينيون" و"الاتحاد الاشتراكي"، و"البيان" و"بيان اليوم"، ومجلتي زمان بالعربية والفرنسية، ومواقع أساسية مثل هيبريس، واليوم 24. وحسب مصدر من الفيدرالية، فإن حوالي 7 مؤسسات فقط، غادرت الفيدرالية، وأن المؤتمر سيدرس خلق وحدات متخصصة في كل قطاع، أخذا بعين الاعتبار الخصوصية. أما الجمعية الوطنية للإعلام الناشرين، فإنها تستعد لتشكيل مكتبها الأربعاء المقبل، ويجري أعضاؤها اتصالات لاستقطاب أعضاء في الفيدرالية.