استعاد فيروس كورونا ذروة نشاطه خلال اليومين الأخيرين، حيث سجلت جهة طنجةتطوانالحسيمة أكبر حصيلة على الصعيد الوطني من الإصابات منذ أزيد من شهر؛ فبعدما كان منحنى الإصابات يعرف استقرارا نسبيا يميل نحو الانخفاض، ارتفعت الإصابات أول أمس السبت بعد بروز بؤر صناعية وفلاحية بكل من معمل لتعبئة الفراولة المعدة للتصدير، وفي وحدات إنتاج سيارات "رونو" في مصانعها بمنطقة ملوسة ضواحي طنجة. وكانت حصيلة الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى في جهة الشمال صادمة وثقيلة، حسب مصادر طبية، نظرا لتزامنها مع فترة تميزت بانخفاض شراسة الفيروس المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، مرض "كوفيد-19′′، إذ سجلت يوم السبت 59 حالة مؤكدة في المنطقة الثانية (طنجةوالعرائش)، التي لا تزال خاضعة لإجراءات الطوارئ الصحية الصارمة، كما سجلت المديرية الجهوية لوزارة الصحة، إلى غاية العاشرة من صباح الأحد، زيادة 10 حالات جديدة ظهرت نتائجها إيجابية. وتوزعت الإصابات المسجلة في إقليمالعرائش على مناطق قروية منها جماعة العوامرة، والساحل الشمالي، وجماعة ريصانة، وضواحي مدينة القصر الكبير، جلها تخص عاملات يشتغلن بمعمل لإنتاج الفراولة، ليرتفع العدد الإجمالي التراكمي في إقليم اللوكوس منذ بداية تفشي الوباء إلى أزيد من 251 حالة مؤكدة، تعافى منها نحو 170 شخصا كانوا يتلقون العناية الطبية بالمستشفى الإقليمي لالة مريم ومستشفى القصر الكبير. وشملت البؤر المهنية إصابة شخصين آخرين ينحدران من مدينة تطوان، ويشتغلان في مجموعة "رونو" لإنتاج السيارات، والتي سجلت بها بها خلال اليومين الماضين 35 حالة مؤكدة، وذلك بعد عملية إجراء كشوفات على فوج من العمال والمستخدمين تم تصنيفهم على أنهم من مخالطي مصابين آخرين تم تحديدهم في وقت سابق. وارتفع مجموع الإصابات التراكمية بجهة الشمال، حسب التحديث الأخير لبيانات وزارة الصحة، إلى 1343 حالة، بنسبة تمثل 15.38 في المائة من إجمالي الإصابات على المستوى الوطني، لكن الأخبار السارة هي أن أكثر من 1100 مريض تماثلوا للشفاء من الفيروس التاجي، وغادروا المستشفيات بعد التأكد من سلامتهم الصحية. من جهة أخرى، شرعت السلطات الصحية، منذ صباح أمس الأحد، في عملية الترحيل الجماعي للمرضى المصابين بمتلازمة "كوفيد-19′′، الذين يخضعون للعلاج بمراكز التكفل في جهة طنجةتطوانالحسيمة، صوب المستشفى العسكري الميداني في مدينة بنسليمان، الذي سيستقبل الحالات الوافدة من جهة الشمال والشرق والرباط، من أجل فسح المجال أمام المستشفيات للعودة إلى تقديم خدماتها الطبية الاعتيادية. وهمت الرحلات الأولى مرضى مستشفى التخصصات القرطبي، ومستشفى محمد السادس الذي توجد به الحالات الحرجة، ومستشفى دوق طوفار، ومصحة الضمان الاجتماعي في مدينة طنجة؛ إذ جرى نقل المرضى على متن حافلات سياحية تحت إشراف السلطات العمومية، في حين ستتم تهيئة مكان خاص بالفرز الأولي، واستقبال الحالات المشكوك فيها خارج المستشفيات، من أجل تشخيص حالاتها قبل ترحيلها إلى مستشفى بنسليمان. ويرتقب أن تعود المستشفيات والمؤسسات الصحية إلى استقبال المرضى في غضون الأسبوع المقبل، بعد عملية تعقيم المرافق والمعدات، بعد تعطيل كافة الخدمات باستثناء الطوارئ والمستعجلات، بما في ذلك العمليات الجراحية، وهو ما كبد المرضى معاناة انتظار فاقت الثلاثة أشهر إضافية، قبل أن يصلها موعد إجراء العمليات الجراحية أو تلقي الفحوصات الاستشفائية والرعاية الطبية اللازمة. في سياق متصل، أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن السجن المحلي (طنجة 1) أصبح خاليا من أي سجين مصاب بفيروس كورونا المستجد، ويتعلق الأمر بثمانية معتقلين تماثلوا للشفاء التام بعدما خضعوا للعلاج، مشيرة إلى تعافي الموظفين الذين سبق الإعلان عن إصابتهم، باستثناء اثنين لا زالا يخضعان للعلاج بالمستشفى.