بعد أقل من أسبوعين على ظهور بؤرة تفشي فيروس كورونا في سوق تجاري وسط مدينة فاس، انكشفت بؤرة ثانية بمركز تجاري ثان، يقع بطريق إيموزار، مسجلة 10 إصابات وسط مستخدميه فيما الحصيلة مرشحة للارتفاع، بعد إخضاع أزيد من 120 مستخدما للتحليلات المخبرية-الفيروسية، تترقب السلطات الطبية بقلق كبير نتائجها، بحسب ما كشفت عنه مصادر “أخبار اليوم” القريبة من الموضوع. وأوردت المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، أن المركز التجاري المذكور، عاش حالة استنفار صحي وأمني، فرضتهما السلطات الطبية والأمنية، عقب ظهور نتائج التحليلات المخبرية-الفيروسية، لعشرة مستخدم ومستخدمة بالسوق الممتاز، سبق أن أُخذ عينات من مسالكهم التنفسية يوم السبت الماضي، إثر ظهور أعراض تشبه أعراض كورونا عليهم، بعدما عانوا من صداع بالرأس وارتفاع في درجة حرارة أجسامهم، مصاحبة بشعور بحالة إعياء بدني تام، حيث أكدت تحليلات ال”PCR” بالمختبر الجهوي لفاس التابع للمستشفى الجامعي الحسن الثاني، إصابة المستخدمين العشرة بالفيروس. ويتعلق الأمر، حسب مصادر الجريدة، بمستخدمين ومستخدمات بالجناح المخصص للمخبزة، وهو ما شكل تحديا خطيرا للسلطات الطبية، والتي أوفدت فرق تدخلها السريع التابعة للجنة اليقظة والرصد الوبائي إلى المركز التجاري، عقب ظهور نتائج إصابة 10 مستخدمين بالمخبزة، حيث باشرت هذه الفرق أبحاثها وسط مستخدمي المركز، بمختلف أروقته وأجنحته، للتعجيل بالوصول إلى المخالطين الذين تعاملوا عن قرب مع المصابين بالجناح المخصص لمخبزة المركز التجاري، فيما أمرت اللجنة المختلطة الصحية والإدارية، والتي حلت بالسوق، بإخضاع كل العاملين لكشوفات وفحوصات “كوفيد-19” كإجراء احترازي، هدفه عزل المصابين والحالات المشتبه فيها. التحليلات المخبرية المنجزة حتى مساء يوم أول أمس الأحد، ل10 مستخدمين تأكدت إصابتهم بالفيروس، عجلت خلال نفس اليوم بأخذ عينات من المسالك التنفسية لأزيد من 120 مستخدما، يشتبه في مخالطتهم للمصابين العاملين بالسوق، حيث تترقب السلطات الطبية نتائج هذه التحليلات، والتي شحنت في دفعات إلى المختبر الجهوي التابع للمستشفى الجامعي الحسن الثاني، بسبب العدد المحدود الذي ينجزه المختبر يوميا لاعتماده على تقنية الPCR، لنجاعته ودقته في إظهار نتائج تحليل عينات “كوفيد-19” رغم أنها تتطلب وقتا لتحليلها، يقول مصدر طبي، وهو ما يفسر بطء وتيرة التحليلات، والتي تنتظر الحسم في صحة مستخدمين بمختلف أروقة السوق، الذي ظهرت فيه البؤرة، وإدارييه ومناديبه التجاريين وعناصر أمنه الخاص، لحصر وعزل المصابين، قبل أن تقرر السلطات الطبية والإدارية في قرار إغلاقه من عدمه، كما سبق لها أن فعلت مع مركز تجاري أول. الظهور المفاجئ لهذه البؤرة بثاني وحدة تجارية في أقل من أسبوعين، زاد من قلق سلطات فاس، صحيا وأمنيا، خصوصا أنها جاءت بعد استقرار نسبي في الحالة الوبائية بالعاصمة العلمية وباقي مناطق الجهة، حيث لم يخف مسؤول بالخلية التي تتابع تطورات بؤرة أسواق مرجان بفاس، مخاوف مسؤولي فاس، من إعادة نفس سيناريو الرعب الذي خلفته البؤرة الأولى، في حال ظهور حالات مخالطة للإصابات ال10 المسجلة حتى الآن، سواء وسط عائلاتهم أو زملائهم العاملين بثاني مركز تجاري اقتحمته كورونا، فيما تكمن الخطورة والتي قد تزيد من تعقيد الوضع، يُعلق مصدر آخر على صلة بالموضوع، في انتقال العدوى إلى الزبناء، والذين ترددوا على هذا السوق بعد إغلاق البؤرة الأولى، خصوصا خلال الأيام التي سبقت حلول رمضان، واليومين الأولين من الصيام، إذ عرف خلالها المركز التجاري إقبالا من الزبناء، وهي المدة التي سبقت ظهور أعراض المرض على عدد من مستخدمي الجناح المخصص للمخبزة.