مع اقتراب دخول الأزمة الصحية المرتبطة بانشار فيروس كورونا المستجد في المغرب شهرها الثاني، أظهرت المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة، اليوم الاثنين، بعض المؤشرات الإيجابية، لاسيما ارتفاع معدلات الشفاء، وانخفاض نسبة الوفيات، مع تراجع أعداد المصابين الذين يتلقون العلاجات بمختلف المستشفيات. ارتفاع بمعدلات الشفاء وانخفاض بنسبة الوفيات فقد سجلت معدلات الشفاء قفزة مهمة، خلال الساعات ال24 الماضية، وفق ما أظهرته المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة، التي أعلنت تعافي 102حالة جديدة من الوباء، بإجمالي 695 حالة، ما رفع نسبة التعافي منه، من 14.6 في المائة مسجلة سابقا إلى 16.9 في المائة، وهي أعلى نسبة مسجلة منذ بدء الأزمة. كما شهدت المستشفيات، ولأول مرة، تراجع أعداد من يتلقون العلاج بها، إذ من ضمن من ضمن 4120 شخصا تأكدت إصابتهم بالفيروس منذ بداية الأزمة، لازال 3285 يتلقون العلاج في مختلف المستشفيات، ومراكز العناية التابعة لوزارة الصحة، وفقا للأرقام المعلنة. بالمقابل سجلت معدلات الوفيات تباطؤا ملحوظا، وبلغ إجماليها مساء اليوم 162 حالة، فيما انخفضت نسبة الفتك من 4 في المائة إلى 3.9 في المائة. تراجع في معدلات المصابين الجدد مؤشر آخر يظهر تحسنا ظرفيا في الوضع، ويتعلق الأمر بتراجع نسبة المصابين الجدد، إذ من أصل 1017 تحليلا مخبريا أجري خلال 24 ساعة الماضية، لم يتم تأكيد إصابة إلى 55 شخصا أي بنسبة 4.9 في المائة. وبذلك سجلت أعداد المصابين الذين يتلقون العلاجات بمختلف مستشفيات المملكة ولأول مرة منذ بداية الأزمة الصحية تراجعا، منتقلة 3311، أمس الأحد، إلى 3263 شخص بحلول الساعة الرابعة بعد زوال اليوم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المؤشرات وإن كانت إيجابية فإنها تبقى ظرفية وفق ما يؤكده محمد اليوبي، مدير مديرية الأويبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة.
تطور الوباء في الجهات الأربع الأكثر تضررا أما بشأن تطور انتشار الوباء جغرافيا، وبتبع الأرقام الجهوية المعلنة من طرف وزارة الصحة منذ 20 مارس الماضي، فقد عرف هذا الإنتشار تباينا واضحا بين الجهات والأقاليم والمدن، حيث تمكنت جهات وصلها الفيروس باكرا من كبح جماح انشاره، فيما تشفى في آخرى ظهرت بها بؤر صناعية واجتماعية مؤخرا. جهة الدارالبيضاء – سطات نالت حتى الآن الحصة الأكبر من المأساة بإجمالي 1075 حالة، أي بأكثر من ربع عدد المصابين على المستوى الوطني (المنحنى أسفله) وبوثيرة شبه ثابة طوال هذه المدة. وبالمرتبة الثانية، تأتي جهة مراكش – آسفي بحصيلة إجمالية بلغت843 حالة مؤكدة، حيث عرفت هذه الجهة، بدورها انطلاقا من منتصف شهر أبريل تصاعدا في أعداد المصابين الجدد مع اكتشاف بؤر وبائية صناعية قبل أن تتراجع المعدلات اليومية خلال الاسبوع الماضي. وفي المرتبة الثالثة تأتي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة بإجمالي 544 حالة، وعرفت بدورها تسارعا خلال الأسبوعين الماضيين مع اكتشاف بؤر وبائية بمصانع في طنجة والعرائش على الخصوص، فيما تراجعت وثيرة انتشار الفيروس بجهة فاس – مكناس والتي سجلت حتى الآن 520 حالة إصابة مؤكدة. بناءا على الحصيلة الجهوية المعلنة انطلاقا من 20 مارس* انتشار سريع بجهة درعة تافيلات واستقرار ب4 جهات أخرى أما جهة جهة درعة تافيلالت، فيمكن اعتبارها “النقطة السوداء”، خلال الأيام الماضية، حيث ارتفعت فيها أعداد المصابين بشكل كبير منتقلة، خلال أسبوع واحد من 86 إلى 494 حالة، بسبب البؤرة المكتشفة في مدينة ورزازات. وفي المقابل، سجلت أربع جهات استقرارا نسبيا، في أعداد المصابين بالفيروس، لاسيما جهة الرباط – سلا – القنيطرة، التي وصلها الوباء مبكرا، لكن وتيرة انتشاره تراجعت بشكل كبير مقارنة بجهات البيضاءسطات، ومراكشآسفيوفاسمكناس، واستقر العدد بالجهة التي تضم العاصمة حاليا في 306 حالات، ويلاحظ أن المنحنى الخاص بالجهة يتجه إلى التسطح خلال الأسبوع الأخير. الأمر ذاته يلاحظ بالنسبة لجهة الشرق، حيث بلغ إجمالي عدد المصابين 175 حالة، وهو ما ينطبق أيضا على جهة بني ملالخنيفرة التي بلغ عدد المصابين فيها 78 حالة. أما جهة سوس ماسة، التي يقارب عدد سكانها 3 ملايين نسمة، فتبقى حالة فريدة بالمغرب في طريقة التعامل مع الجائحة طوال هذه المدة ، حيث تمكنت من كبح انتشار الفيروس بطريقة فعالة. إذ لا يتعدى إجمالي عدد المصابين 50 شخصا، كما أن الجهة لم تسجل طوال 5 أيام الأخيرة أي إصابة جديدة. بناءا على الحصيلة الجهوية المعلنة انطلاقا من 20 مارس* كلميم.. حالة استثناء بالجنوب أما الجهات الجنوبية للمملكة، فكانت آخر مناطق المغرب، التي وصلها الوباء، لاسيما جهتي العيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب، فيما شهدت جهة كلميم أولى الحالات، المؤكدة في 16 مارس الماضي، قبل أن يتطور العدد بشكل مفاجئ في الجهة، خلال الأيام الأربع الماضية، وتبلغ الحصيلة 29 حتى الآن. وسجلت أولى الحالات في جهة العيون، في الأول، والثالث من أبريل الجاري، واستقر العدد في أربع حالات إصابة مؤكدة، وكذلك الشأن بالنسبة إلى جهة الداخلة بحالتي إصابة مؤكدتين تم اكتشافهما في الثامن من الشهر ذاته.