حالة ارتباك عاشتها، أول أمس الثلاثاء، المديرية الجهوية للصحة بفاس، والتي تباشر فيها لجنة القيادة الجهوية لليقظة والرصد الوبائي عملها، عقب تأكيد التحليلات المخبرية-الفيروسية ال”PCR”، والتي أجراها المختبر الجهوي التابع للمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، على عينات من المسالك التنفسية لموظفتين بالمديرية، (أكدت) إصابتهما بفيروس “كوفيد-19”. ويتعلق الأمر، حسب المعلومات التي حصل عليها “اليوم 24″، بطبيبة أسنان تنسق برامج نظافة الفم والأسنان بمختلف مستشفيات الأقاليم التسعة التابعة للمديرية الجهوية للصحة بفاس، حيث ظهرت عليها أعراض المرض مع بداية الأسبوع الجاري، تجسدت في حالة إرهاق تام وارتفاع في درجة حرارتها. أما الحالة الثانية المصابة بكورونا، والتي نشرت الرعب والقلق وسط موظفي المديرية الجهوية بفاس، تخص موظفة بقسم الصفقات، والتي ظهرت عليها هي الأخرى أعراض المرض خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخير، قبل أن تزداد حدتها، خصوصا ارتفاع في درجة حرارة الجسم مساء الاثنين الماضي، وهو ما تطلب إخضاعها لكشوفات طبية خاصة ب”كوفيد-19″، أعقبتها تحليلات مخبرية أثبت إصابتها، حيث نقلت الموظفتان إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، للخضوع للعلاج بوحدة العزل الطبي التابعة للمستشفى. إصابة الموظفتان بالفيروس، والذي يجهل بخصوصه حتى الآن مصدر العدوى، جعل فريق التدخل السريع المكلف بالبحث بوسط المصابين، يتبع فرضية انتقال المرض لموظفتي المديرية الجهوية للصحة، من خلال ترددهما على مقر عملهما، واحتمال لمسهما لأشياء غير معقمة، خصوصا في ظل أزمة المطهرات والمعقمات التي تعانيها المديرية ومندوبياتها الإقليمية ومستشفياتها بالجهة، بعد الجدل الذي تفجر مؤخرا بخصوص صفقة معقمات مغشوشة زودت بها شركة غير مؤهلة صحيا وقانونيا المديرية بكميات منها لم توزع على الأطر الصحية، فيما ذهبت فرضية أخرى إلى احتمال إصابة الموظفتين بسبب مخالطتهما لحالات لا تظهر عليها الأعراض، سواء داخل مقر المديرية أو مستشفى الغساني الإقليمي الموجود بنفس البناية الخاصة بالمديرية، تورد مصادر الجريدة. مصادر عليمة بقطاع الصحة بفاس، أوردت أن طبيبة الأسنان يرجح أن تكون قد خالطت زميلة لها بالمديرية، لها قرابة عائلية بمستخدمة مصابة بالمركز التجاري “برج فاس” الموبوء، وشددت المصادر عينها على أن زميلة الطبيبة، والتي لم تظهر عليها أعراض المرض، باتت حالة مشتبها فيها، في انتظار نتائج تحليل عينات مسالكها التنفسية. من جهته، قال مصدر من المديرية إن رؤساء الأقسام بالمديرية، معية حوالي 30 موظفة وموظفا، تملكهم الخوف بعد تأكيد المختبر الجهوي إصابة الطبية والموظفة بقسم الصفقات، وهو ما دفع بعضهم إلى طلب إخضاعهم لفحوصات “كوفيد-19″، وحرص لائحة المخالطين للموظفتين، تجنبا لانتشار الفيروس بالمديرية، حتى لا تتحول إلى بؤرة مهنية، قد تكون لها امتدادات عائلية لا قدر الله، يقول المصدر عينه. إلى ذلك، تسببت القنبلة الوبائية لبؤر مهنية وعائلية فجرتها كورونا مؤخرا بوسط مدينة فاس، ناشرة المرض بجميع أحياء المدينة، (تسببت) في رفع عدد حالات الإصابة بفيروس “كوفيد-19″، منذ ظهور أول حالة بالمدينة منتصف شهر مارس الماضي، إلى 297 إصابة مؤكدة، أي ثلاثة أضعاف جارتها مدينة مكناس ب100 حالة، محتلة بذلك المرتبة الأولى بالجهة، والتي وصل مجموع حالاتها حتى صباح أمس الأربعاء 482 إصابة بالفيروس، موزعة على تازة ب43 حالة، وإفران ب18 حالة، وصفرو ب11 حالة، وتاونات ب7 حالات، وأخيرا مولاي يعقوب ب3 حالات، وحالة فريدة بالحاجب، أما بولمان فلا يزال يواصل مقاومته الفيروس ب0 حالة حتى الآن. وبحسب ما أوردته المعطيات الرسمية لوزارة الصحية ومديرتها الجهوية بفاس، فإن مدينة فاس لوحدها ضمن مدن ومناطق الجهة، عرفت خلال ال24 ساعة الماضية، أي ابتداء من الساعة السادسة من مساء يوم الاثنين حتى نفس التوقيت من يوم أول أمس الثلاثاء، تسجيل زيادة 21 حالة، أعقبت 30 حالة عرفتها يوم الأحد الماضي، حيث ترتبط معظم الإصابات بفيروس كورونا، بحسب مصدر قريب من معطيات الحالة الوبائية للجهة، بالمخالطين لمستخدمي “برج فاس” الموبوء، والذين وصل عدد المصابين منهم إلى أزيد من 100 حالة، صدرت الفيروس إلى أحياء فاس وضواحيها، خصوصا وسط عائلات مستخدمي الوحدة التجارية المشهورة بوسط المدينة، وجيرانهم بالأحياء التي يقطنون بها، أغلبها أحياء شعبية، بل رصدت حالات إصابة لمخالطين بمدن وجماعات مجاورة لفاس، وبالتحديد بمولاي يعقوب ومدينة إيموزار كندر وتاونات وجماعة سيدي حرازم، وهو ما رفع عدد المصابين ومخالطيهم من جراء بؤرة “برج فاس” التجاري إلى حوالي 200 حالة من أصل أزيد من 400 حالة مشتبه فيها، خضعت للتحليلات المخبرية وتم استبعاد نصفها، لعدم تعرضهم من حسن الحظ للعدوى، وهو ما جنب مدينة فاس كارثة وبائية حقيقية، تورد مصادر الجريدة.