القائد الاقليمي للوقاية المدنية يطالب بتشكيل لجنة إقليمية لتحديد مصدر تسرب الغاز عمت حالة استنفار قصوى، زوال أمس الثلاثاء، بجناح المستعجلات بالمستشفى الاقليمي للامريم بالعرائش، عقب استقباله ل 18 عاملة مغمى عليهن، تم استقدامهن على متن سيارات الاسعاف من معمل للنسيج متخصص في خياطة الملابس الجاهزة يعرف ب"معمل الهنداوي"، يوجد بالمنطقة الصناعية الكائنة بحي شعبان 2 بالمدينة. وعلمت "اليوم 24" من مصدر مطلع، أن العاملات بدأن يسقطن الواحدة تلوى الأخرى، في الوقت الذي انتشرت بقوة رائحة غاز البوتان بالفضاء الذي يباشرن به عملهن عادة، ليضطر المسؤول عن تسيير المعمل إلى الاتصال بالوقاية المدنية، فتم تخصيص سيارتي إسعاف لنقل العاملات ال 18، حيث كن يعانين من صعوبة في التنفس وآلام في الرأس وحالات غثيان وإحساس بالتقيؤ، ليتم إسعاف 16 عاملة، فيما تم إدخال عاملتين إلى جناح الانعاش، بعد تأثر جهازهما التنفسي بشكل بالغ، إثر استنشاقهما كمية كبيرة من غاز البوتان، ليتم في الأخير الاحتفاظ بالعاملة "ن.ح" بجناح النساء، حيث لا تزال تتلقى العلاج به، إلى حدود اليوم الأربعاء. وقد طالب القائد الاقليمي للوقاية المدنية بالعرائش بتشكيل لجنة إقليمية تتكون من كل المصالح المتدخلة والمسؤولة عن مراقبة الوحدات الصناعية، وعن سلامة العاملات والعمال، حيث راسل رسميا عمالة الاقليم بخصوص ذلك، للوقوف بشكل قانوني عن مصدر تسرب غاز البوتان، خصوصا بعدما لجأ صاحبا المعمل موضوع الاغماءات ومعمل يوجد أسفله إلى تبادل الاتهامات، دون الاهتمام بمصالح العاملات، حيث تتكرر حالات الاختناق للمرة الثالثة خلال أقل من 12 شهرا، وبينما يدعي صاحب المعمل الذي سجل به اختناق العاملات ال 18، والذي يوجد بالطابق العلوي، أن غاز البوتان يتسرب من قنينات غاز بمعمل آخر للخياطة يقع أسفل معمله، يدعى كذلك صاحب المعمل الكائن بالطابق السفلي، أن تسرب الغاز مصدره أنابيب لنقل الغاز مثبتة قرب نوافذ المعمل العلوي، في الوقت الذي لا زالت العاملات تنتظرن بفارغ الصبر أن تحل بالمعملين لجنة إقليمية لتحديد مصدر تسرب الغاز الذي يتسبب في اختناقهن وإغمائهن، قبل أن يجدن أنفسهن يواجهن داخل المستشفى الاقليمي خطورة الاختناق بغاز البوتان القاتل.