تابعنا في بعض الفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي، استعمال تقنية سريعة للكشف عن الفيروس من خلال تحليل الدم، وهي شبيهة بجهاز يباع في الصيدليات للكشف عن الحمل، هل سيعتمد المغرب هذا النوع من الفحص؟ فعلا تابعت هذا الفيديو، حيث تظهر سيدة وهي تشرح كيفية استعمال هذه التقنية بأخذ عينات من الدم والحصول على النتيجة في بضع دقائق. لكن أود أن أوضح أن المختبرات المغربية تعتمد في الكشف عن الفيروس على تحليل الحمض النووي للفيروس PCR، من خلال الاعتماد على فحص عينات من حلق وأنف المصاب. وهذا الاختبار ذو درجة عالية من الوثوقية. أما الاختبار الذي يعتمد على تحليل الدم، فهو يسعى إلى الكشف بشكل غير مباشر عن وجود الفيروس، من خلال البحث عن وجود مضادات الأجسام في الدم les anticorps، بحيث كلما ظهرت هذه المضادات نعرف أن الفيروس موجود، وهذا هو النوع الذي تم ترويجه في الفيديو الذي ذكرت. لكن المشكل في هذا الاختبار الأخير الذي يعتمد الكشف عن مضادات الأجسام، هو أنه غير دقيق، لأن المضادات في الدم تظهر بعد 8 أيام من الإصابة، في حين يمكن أن يكون الشخص حاملا للفيروس دون أن تظهر عليه أعراض تحفز ظهور المضادات، وبالتالي يكون الاختبار سلبيا Negatif، فيتم اعتبار الشخص غير مصاب ولا يتم عزله فيصيب آخرين، سواء في المستشفى أو في وسطه الاجتماعي، لهذا يجب الاعتماد على النتائج التي تتوصل إليها المختبرات المعتمدة من وزارة الصحة فقط. لماذا هناك ثلاثة مختبرات فقط معتمدة في المغرب للكشف عن فيروس كورونا؟ فعلا هناك حاليا ثلاثة مختبرات معتمدة، هي المختبرات التابعة لكل من المعهد الوطني للصحة، ومعهد باستور، والمستشفى العسكري بالرباط. فهذه المختبرات هي التي تتلقى العينات لتحليلها والكشف عن الفيروس، وربما ستعمل وزارة الصحة على اعتماد مختبرات أخرى. انتقل المغرب إلى المرحلة الثانية من انتشار الوباء؟ هل هناك فرص للنجاح في تطويقه؟ في جميع الدول يمر انتشار الوباء بثلاث مراحل، الأولى تبدأ بحالات مستوردة من الخارج ولا يكون حينها الخطر كبيرا، لكن مع الوقت ينتشر الوباء داخل البلد، فتكون المرحلة الثانية حيث تظهر بؤر محلية. ولكن تبقى الإصابات في هذه المرحلة محدودة ومع الوقت تزداد الإصابات لنمر إلى المرحلة الثالثة، التي ستعرف انتشارا واسع النطاق مثل ما حدث في بعض الدول كإيطاليا وإسبانيا. أما في المغرب فإنه مع الإجراءات التي اتخذتها السلطات مبكرا، سوف نؤخر الوصول إلى المرحلة الثالثة التي تبدأ عند حوالي 2000 إصابة، وفي حالة الوصول إليها لا قدر الله، فإننا بفضل تدابير التباعد الاجتماعي يمكننا السيطرة على الوضع لتمر هذه المرحلة بسرعة وبأقل الخسائر. كم سيتطلب الأمر من الوقت لنصل إلى الذروة ليبدأ الوباء في الانحسار؟ هذا السؤال يطرح في كل الدول المصابة، ومن الصعب التنبؤ بالمدة التي يتطلبها بلوغ الذروة والبدء في تراجع الفيروس، لكن كلما التزمنا بصرامة بالحجر وبالتباعد الاجتماعي، كلما نساهم في مرور هذه المرحلة بسهولة وفِي وقت أقل. أما إذا خرق الناس الحجر الصحي واستمروا في التواصل فيما بينهم ونقل الفيروس فستطول المدة. لماذا يبدو فيروس كورونا الذي ظهر في أوروبا أكثر فتكا بالإنسان من نسخته التي ظهرت في الصين، وهل عرف الفيروس تطورا في تركيبته؟ فعلا الفيروس يعرف طفرات، ولازال الخبراء يحاولون فهم سبب التفاوت في عدد الوفيات، لكن يظهر أن فارق الوفيات بين الصينوإيطاليا يعود إلى عامل السن، فأكثرية الأشخاص المتوفين في إيطاليا من كبار السن، ومن المصابين بأمراض مزمنة. هناك من يعتقد بأن فيروس كورونا المستجد ليس طبيعيًا وإنما تم تصنيعه في مختبر، هل هذا صحيح؟ فعلا تابعت من يقول ذلك. لكن لحد الآن لا يوجد دليل علمي يؤكد ذلك. وهنا أشير إلى أنه معروف في علم الفيروسات أن هناك نوعين من الفيروسات، الأول فيروسات موسمية مثل فيروس الأنفلونزا، الذي يظهر في فصل الشتاء ثم يصل ذروته ويختفي ثم يعود في العام الموالي. لكن هناك نوع ثان من الفيروسات الناشئة Verus emergents، يظهر لأول مرة وينتقل من الحيوان إلى الإنسان. هذه الفيروسات تعيش مع الحيوانات بدون مشكلة لكن يكون هناك حيوان مضيف هو الذي ينقله إلى الإنسان، ثم يتأقلم الفيروس مع جسم البشر ويصبح قابلا للانتشار بين الناس، وهذا النوع من الأمراض سبق أن توقعت منظمة الصحة العالمية ظهورها بسبب زحف الإنسان على المجالات الطبيعية للحيوانات. وتكمن خطورتها في أن الإنسان لا يملك مناعة ضدها، وليس هناك لقاح مضاد لها أو دواء ناجع، كما أن المعرفة العلمية بشأنها ضعيفة. لماذا ينتقل فيروس كورونا المستجد بسرعة بين الناس ولا تظهر أعراضه بسرعة؟ فعلا، وهنا تكمن خطورته، فهو ينتشر في فترة الحضانة وأيضا في فترة ظهور الأعراض من سعال وارتفاع درجة الحرارة. ويعد انتشاره خلال فترة الحضانة التي تصل إلى 14 يوما الأكثر خطورة، لأن الشخص المصاب يكون بدون أعراض وينقل الفيروس لغيره دون أن يعلم بذلك. فالأعراض عادة ما تظهر خلال خمسة أو ستة أيام ويمكن أن تمتد إلى 14 يوما. وحسب دراسة حديثة، فإن كل شخص مصاب ينقل الفيروس إلى ما بين 2,5 شخص و3 أشخاص، إذا أخذنا بعين الاعتبار فترة حضانة من 5 أيام. وإذا نقل كل شخص العدوى لنفس العدد سنصل خلال شهر إلى أكثر من 400 مصاب مصدرهم مصاب واحد. هل لهذا السبب تم فرض الحجر الصحي؟ نعم، وقد أظهرت الدراسة التي تحدثت عنها أنه إذا طبقنا التباعد الاجتماعي بنسبة 50 في المائة، فإن العدوى ستصيب فقط 15 شخصا بدل أزيد من 400، أما إذا طبقناه بنسبة 75 في المائة، فإن نسبة الإصابة لن تتعدى 2,5 أشخاص، مما يسهل السيطرة على الوباء. إذن في غياب دواء أو لقاح فإن الحل الوحيد هو الحجر الصحي وزيادة التحاليل المخبرية. ما هي طرق انتقال الفيروس وهل صحيح أنه يبقى في الهواء لثلاث ساعات عند العطس؟ ينتقل الفيروس عبر طريقتين، الأولى عبر رذاذ اللعاب عند العطس أو السعال إلى الشخص القريب، إما بانتقاله إلى الفم أو الأنف أو العين، والثانية بشكل غير مباشر عن طريق لمس أي سطح عليه فيروس “كوفيد19″، مثل مقبض الباب أو غيره ثم ملامسة الأنف أو العين أو الأذن. لهذا عَلى كل شخص اضطر إلى الخروج من بيته أن يترك مسافة مترين على الأقل مع الأشخاص الآخرين مع أخذ الاحتياطات اللازمة، والالتزام بتنظيف اليدين بالصابون مدة أربعين ثانية.