وسط انتقادات شديدة وجهت له بسبب تعاطيه “البارد” مع أزمة تفشي وباء كورونا، يتجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لاتخاذ قرار صارم لمواجهم توسع انتشار الفيروس. ونقلت وسائل إعلام بريطانية، اليوم الأربعاء، أن جونسون اقتنع اليوم، بخطورة فيروس كورونا، ويتجه نحو إغلاق لندن لأسبوعين. ومع تعالي الأصوات المعارضة والمحذرة من خطة الحكومة سربت صحيفة “الغارديان” البريطانية وثائق لوزارة الصحة البريطانية ترجح فيها انتشار الفيروس حتى ربيع العام المقبل، كما ترجح إصابة حوالي ثمانية ملايين شخص سيحتاجون إلى التدخل الطبي لمواجهة أعراض الفيروس، كما توقعت وفاة نصف مليون شخص. أما رئيس الوزراء بوريس جونسون، فاضطر أمام سيل من الانتقادات إلى الإعلان عن إجراء ندوة صحفية يومية، يقودها هو شخصيا، أو يتكفل بها فريقه العلمي، المكون من كبير المستشارين العلميين ومن الطبيب العام في البلاد، ويتم فيها توضيح رؤية حكومته البريطانية للتعامل مع هذا الوباء. وأعلن جونسون أن البلاد تسير بسرعة نحو بلوغ مرحلة الذروة في الانتشار، متوقعا بأن الأعداد ستتضاعف، ومع ذلك فالتقديرات البريطانية تقول إن البلاد ما زالت خلف الحالة الإيطالية بحوالي ثلاثة أسابيع. وتتعامل الحكومة البريطانية، مع الأزمة على أنها طويلة الأمد وستستمر للعام المقبل، ولهذا فهي توزع الضغط على مؤسساتها الصحية، ولا تسن إجراءات صارمة لحظر التجول لاقتناعها أن وقته لم يحن بعد وأن الأسوأ ما زال قادما. وتركز الحكومة البريطانية جهودها حاليا على عزل الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 70 عاما، مع المطالبة بعدم ارتياد الحانات والمطاعم، وعدم التوجه للعمل إلا في حال عدم القدرة على العمل عن بعد. أما الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض “متوسطة” لفيروس كورونا، فعليهم -طبقا لنصائح السلطات- البقاء في بيوتهم، ولن يخضعوا لأي فحص إلا في حال تدهور حالتهم، وذلك حتى تبقى الفحوصات للحالات المستعجلة.