بعد مرور أقل من شهر على إدانتهم ابتدائيا، في حالة اعتقال، بعقوبات سجنية بلغ مجموع مددها ست سنوات حبسا نافذا، انطلقت، صباح أمس الاثنين، المرحلة الاستئنافية من محاكمة ثلاثة متهمين في أحد ملفات حسابات “حمزة مون بيبي”، ويتعلق الأمر بكل من البلوغر “س.ج”، المشهورة بلقب “كَلامور”، و”م.ض”، مراسل جريدة إلكترونية وطنية، و”ع.س”، مالك وكالة لكراء السيارات الفارهة، المتهمين بارتكاب جنح “المشاركة في القيام بواسطة الأنظمة المعلوماتية ببث وتوزيع صور أشخاص وأقوالهم دون موافقتهم، والمشاركة في توزيع ادعاءات كاذبة قصد المساس بالحياة الخاصة للأشخاص والتشهير بهم، والنصب، ومحاولة الحصول على مبالغ مالية بواسطة التهديد بإفشاء أمور شائنة، والمشاركة في دخول نظام المعالجة الآلية للمعطيات الإلكترونية عن طريق الاحتيال وإحداث اضطراب في سيرها”. وقد حددت استئنافية مراكش الاثنين 30 مارس الجاري موعدا للجلسة الثانية من المحاكمة، ولم تستغرق جلسة أمس سوى دقائق معدودة، قبل أن تستجيب المحكمة لملتمس بالتأخير تقدم به محامون مؤازرون للمتهمين من أجل الاطلاع على وثائق الملف وإعداد الدفاع، كما قررت استدعاء المطالبين بالحق المدني. وكان المكتب الوطني لمحاربة الجريمة المرتبطة بالتقنيات الحديثة، التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أمضى حوالي ثلاثة أسابيع من التحقيقات الأمنية المتواصلة مع المشتبه فيهم الثلاثة، وإجراء خبرات تقنية على هواتفهم أكدت تواصلهم الدائم مع مسير أحد الحسابات حول الضحايا وطرق التشهير بهم، قبل أن يجري لهم المكتب، بتاريخ السبت 21 شتنبر الفارط، مسطرة التقديم أمام النيابة العامة بابتدائية مراكش، التي أحالتهم، في حالة اعتقال، على قاضي التحقيق خلال اليوم نفسه. وقد استمر التحقيق الإعدادي حوالي ثلاثة أشهر، قبل أن ينتج أدلة كافية على ارتكابهم للجنح المذكورة، واستدل قاضي التحقيق على ذلك باعترافاتهم التلقائية، أمام الضابطة القضائية وخلال مرحلة التحقيق الإعدادي، بالتواصل مع مسير الحساب، واستند إلى إفادات الشهود والضحايا في استنتاجه بأن المتهمين الثلاثة قدموا مساعدة للفاعل الرئيس، وهو مسير “حمزة مون بيبي”، الذي قام بقرصنة حسابات العديد من الأشخاص والتشهير بهم وابتزازهم، ومن بين هذه الشهادات تصريح مستخدمة بأحد الملاهي الليلية بأن “كَلامور” أخبرتها بأن مسير الحساب في حاجة إلى مبالغ مالية مقابل وقف الحملة ضد مشغلها، وكذلك إفادة نجم مواقع التواصل الاجتماعي «ن. ل»، المشهور بلقب «نيبا»، الذي أكد بأن المراسل الصحفي كان يصوره خفية ويقوم بنشر الفيديوهات على قناته بموقع «يوتيوب» ويستفيد من مبالغ مالية على حسابه، وأن الأمر وصل حد نشر صور خاصة بابنة نيبا، الذي أضاف بأن صديقه المراسل هو من أخبره بأن حساب «حمزة مون بيبي» متخصص في التشهير بالأشخاص، وأنه يرتبط بعلاقة صداقة مع مسيره، مضيفا بأن المراسل سبق له أن صوّره شخصيا بهاتفه النقال وطلب منه أن يقدم التحية لصاحب الحساب، فيما اعتبر المراسل ما صرّح به «نيبا» مجرد ادعاءات كاذبة، مرجعا إياها إلى نزاع قضائي بينهما حول عقد سبق له أن أبرمه معه لبث فيديوهاتهما على قناة المراسل التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية. وقد أصدرت الغرفة الجنحية التلبسية التأديبية بابتدائية مراكش، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 12 فبراير الفارط، أحكامها الابتدائية ضدهم، أما في الدعوى المدنية التابعة، فقد قضت الغرفة، برئاسة القاضي عثمان النفاوي، بأداء المتهمين الثلاثة لتعويضات مالية إجمالية قدرها 400 ألف درهم (40 مليون سنتيم) لفائدة 5 ضحايا.