حينمَا كان يحكم الملك، عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، دولة السعودية، وهوَ الأخ غير الشقيق للملك سلمان بن عبد العزيز، كانَ هناك عدم يقين بشأن من سيتولى الحكم، لاحقًا، بعد الملك الحالي على رأس عرش أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، أمَا الأنّ، فلم يعد ذلك قضية غامضة، لقد أبانَ محمد بنسلمان عن جموحه في التمكن من العرش. وقالت وكالة بلومبيرغ الدولية، في تقرير إخباري لها حول ابن الملك سلمان، البالغ من العمر 34 سنة، الذي باتَ يُلقب بMBS، إنّ تعزيز قبضته الحديدة على السعودية، والأمراء المحيطين به من العائلة، والمقربين، يؤكد أنه اختار أنّ يكون الملك القادم لدولة السعودية، غير أن القمع، الذي دشنه الأمير على أقاربه، وغيرهم من النخب في السعودية، آخرهم حملة الاعتقالات، في الأسبوع الماضي، إلى جانب بدء حرب باردة حول أسعار النفط مع روسيا، يؤكد مخاوف واسعة بشأن الاستقرار في البلاد. وشنت قوات الأمن السعودية، الجمعة الماضي، حملة غير مسبوقة ضد أفراد العائلة المالكة، من خلال اعتقال كبار الأمراء، والمسؤولين العسكريين في خطوة، بدا أنها تهدف إلى إزالة أي عقبات محتملة في طريق الأمير، وقالت الوكالة الأمريكية إنّ مثل هذه التحركات تجعل المملكة العربية السعودية أكثر تشابهاً بدولة استبدادية حديثة، تمخضت عن الملكية الوراثية، التي كانت تقارب تسعة عقود. وقال جيمس دورسي، كبير الباحثين غير المقيمين في مركز BESA، وهو زميل أقدم للأمير في كلية S. Rajaratnam للدراسات الدولية بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة “لقد نقل MBS نظام المملكة العربية السعودية من نظام الإجماع داخل الأسرة إلى حكم الفرد” وتابع قوله: “ستكون المملكة مستقرة طالما يُمكن لابن سلمان الحفاظ على قبضته الحديدية.” وأضاف المصدر ذاته أنه، خلال تاريخ دولة السعودية، كانت سياسة المملكة العربية قائمة على التعاون بين أحفاد مؤسس المملكة، وهوَ الملك عبد العزيز آل سعود، وطوال عهد الملك عبد الله، حافظت مختلف فروع عائلة آل سعود على مؤسسات قوية، وعلى سبيل المثال ترأس الأمير نايف بن عبد العزيز وزارة الداخلية، التي كانت ذات نفوذ قوي لعقود حتى وفاته في عام 2012. وكان الأمير سعود الفيصل من فرع آخر من العائلة، وهو وجه وزارة الخارجية في البلاد لمدة 40 سنة، حتى وفاته في عام 2015. وأفادت “بلومبيرغ” أنّ السلطات السعودية قامت بتجميع أمراء “بن نايف”، واعتقالهم، ضمنهم الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود الشقيق للملك سلمان، إذ جرى احتجازه، أيضًا، على أساس أنه وابن أخيه كانا يخططان لانقلاب وفقًا لمصدر مطلع. وخلصت الوكالة الأمريكية إلى أنه “إلى حدود عهد MBS “يوجد عدد أقل من الأمراء في مجلس الوزراء مقارنة بما كان عليه الحال في عهد الملوك السابقين، وحتى وزارة الخارجية أصبحت في أيدي أحد أعضاء فرع الهامشيين في عائلة آل سعود، وليست في يد سليل مباشر للملك المؤسس”، وفقًا لغريغوري غوس، أستاذ الشؤون الدولية في جامعة تكساس إيه آند إم “، هذا تغيير كبير بالنسبة إلى بلد أسسه ملوك سابقون عبر مجموعة من الأمراء الأقوياء، قبل وضع السياسات العامة للدولة، والحكومة”. وذكرت الوكالة نفسها أن السلطات السعودية لم تعلق بعد على الاعتقالات، التي شهدتها السعودية في الآونة الأخيرة، ولم يرد مكتب الاتصالات الحكومي على أسئلة وكالة بلومبيرغ بخصوص الأمر. وبالنسبة إلى بلومبيرغ، فإنّ الملك عبد الله غيَّر قواعد الخلافة في عام 2007، لإعداد الطريق للجيل الشاب من العائلة المالكة، وأعطى الصلاحيات لمجلس البيعة والشورى لاختيار ولي عهد جديد، وأصبحَ الأمير محمد بن سلمان الآن في الطريق ليكون أول حاكم للبلاد على غرار العادة.