زلزال إداري عاشته عمالة ميسور بداية هذا الأسبوع، بسبب شكاية لشابة أمريكية، تتهم فيها رجل سلطة بجماعة العرجان بضواحي مدينة أوطاط الحاج، بالتحرش بها ومعاكستها أينما حلت وارتحلت، كما تقول في شكايتها. وسارعت مصالح العمالة إلى فتح بحث في ادعاءات الفاعلة الجمعوية الأمريكية، والتي تقيم بجماعة العرجان منذ شهور، بعدما أوفدتها إلى هناك «الجمعية الأمريكية للسلام»، ضمن أنشطتها الاجتماعية بعدد من قرى المغرب العميق. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «أخبار اليوم» من مصادرها بإقليم بولمان، فإن الشابة الأمريكية، والتي تتردد بشكل شبه يومي على دار الشباب بجماعة العرجان، البعيدة بحوالي سبع كيلومترات عن مدينة أوطاط الحاج، لتقديم دروس في اللغة الإنجليزية لفائدة تلاميذ الجماعة وعدد من شبانها من غير المتمدرسين، اشتكت منذ مدة من تصرفات قائد الجماعة الشاب، «ز-ر»، المتحدر من مدينة الدارالبيضاء، والذي عين قائدا بهذه الجماعة في يونيو 2018. وفاجأت الشابة الأمريكية، تضيف ذات المصادر، مؤخرا السلطات المحلية ومصالح عمالة ميسور، بالاتصال بالسفارة الأمريكية بالرباط، وقدمت لها شكايتها، تتهم فيها قائد جماعة العرشان بضواحي أوطاط الحاج بالتحرش بها ومعاكستها، وهو ما جعل السفارة تحيل شكاية مواطنتها على المسؤولين المغاربة بالرباط، انتهت بتحرك سريع لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، والذي طلب من عامل إقليم بولمان بميسور، عبد الحق الحمداوي، فتح تحقيق في ادعاءات الفاعلة الجمعوية الأمريكية. وزادت مصادر الجريدة القريبة من الموضوع، أن عامل ميسور، سارع يوم الثلاثاء الماضي إلى إعفاء القائد الشاب المشتكى به من قبل الشابة الأمريكية، من مهمته على رأس قيادة جماعة العرجان بضواحي أوطاط الحاج، وألحقه بمصالح العمالة، في انتظار نتائج الأبحاث التي فتحت في واقعة التحرش، فيما أسندت مهمة تدبير الشؤون الإدارية لقيادة جماعة العرجان لقائد جماعة أولاد علي المجاورة لها عبد الكريم الزيتوني. آخر الأخبار الآتية من عمالة إقليم بولمان بميسور، تفيد أن الشابة الأمريكية عززت شكايتها ضد قائد جماعة العرجان بضواحي أوطاط الحاج، بصور وشهادات لعدد من سكان الجماعة لإثبات اتهامها لرجل السلطة بالتحرش بها وتعقبها، فيما كانت النقطة التي أفاضت الكأس، بحسب ما نقلته مصادر «أخبار اليوم» عن الشابة الشقراء، هو لجوء القائد معية أحد أعوان السلطة، إلى طرق باب المنزل الذي تقيم به ليلا، وهو ما احتجت عليه المواطنة الأمريكية، قبل لجوئها إلى سفارة بلدها بالرباط، وتقدم شكاية في مواجهة رجل السلطة بإقليم بولمان. من جهته، نفى مصدر قريب من القائد في حديثه للجريدة، إدعاءات الشابة الأمريكية ضد رجل السلطة، واتهامه بالتحرش، مشددا على أن القائد والذي أعفي من مهمته على رأس قيادة جماعة العرجان، قدم لرؤسائه تقريرا ينفي المنسوب إليه، مبررا شكاية الأمريكية ضده بأنها جاءت ردا منها على عمله كرجل سلطة بخصوص تتبعه لنوع الأنشطة التي تقوم بها الشابة ضمن مهمتها بجمعية السلام الأمريكية، سواء داخل مركز جماعة العرجان، أو تنقلها بين دواويرها المترامية الأطراف، وهو ما أزعج الشابة الأمريكية، والتي ترفض أن تكون أنشطتها ذات الطابع الاجتماعي، وتحركاتها بدواوير وقرى الإقليم، موضوع تقارير السلطة المحلية، والتي ترفعها لمصالح الشؤون الداخلية بعمالة ميسور، تُورد مصادر «أخبار اليوم».