كشفت مصادر «أخبار اليوم» أن التقرير الطبي الذي أعدته طبيبة المركب السجني «عكاشة» يتضمن تفصيلا للوضع الصحي النفسي للأم التي رمت بأطفالها الثلاثة من الطابق الخامس للعمارة السكنية بأناسي في الدارالبيضاء، وهو ما يفتح الباب أمام هيئة دفاعها إلى التقدم بطلب خبرة طبية أمام غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء لتحديد مسؤوليتها الجنائية في الجريمة التي هزت الرأي العام الوطني في أكتوبر المنصرم. وحسب المصادر ذاتها، فقد تأكدت هيئة دفاع السيدة الثلاثينية، من مضمون التقرير الطبي، الذي سلمته طبيبة السجن لإدارة المؤسسة، في انتظار الحصول على نسخة منه وتقديمها أمام المحكمة، قصد تعضيد طلبها بإجراء الخبرة الدقيقة في الموضوع، خصوصا وأن الدفاع لا يتوفر على شواهد طبية سابقة تثبت معاناة المتهمة من مشاكل نفسية، وبالتالي فلن تجازف بطلب خبرة شفاهي دون سند، حيث من المرتقب تقديم تقرير طبيبة السجن أمام المحكمة في حال الحصول عليه، أو طلب التأخير في جلسة اليوم الاثنين إلى حين الحصول على التقرير الذي يعتبر حاسما في الملف. واستنادا إلى دفاع السيدة التي رمت أطفالها الثلاثة من أعلى العمارة السكنية، فإن الخبرة الطبية من شأنها تحديد مدى مسؤوليتها الجنائية، بناء على أسئلة دقيقة من المفروض أن توجهها المحكمة إلى الخبير الطبي، حيث تكون المسؤولية جزئية في حالة الإصابة بمرض نفسي، غير أنها تنعدم تماما في حالة معاناة المريضة من مرض عقلي، وبالتالي فتقرير الخبرة سيكون مفصليا في الملف في حالة الموافقة عليه من طرف هيئة الحكم بغرفة الجنايات الابتدائية. وأشار دفاع الأم التي رمت أطفالها الثلاثة من أعلى العمارة السكنية بحي أناسي بالدارالبيضاء، إلى تدهور وضعها النفسي داخل السجن، حيث أبدت تصرفات غير طبيعية، وعزوفا عن الأكل، كما أن أسئلتها عن صحة أطفالها ومصيرهم له دلالة حول إمكانية ارتكاب تلك الجريمة من دون وعي، وهو ما ستتحقق منه الخبرة الطبية المرتقبة، خصوصا وأن ماضيها شكل إحباطات كثيرة في حياتها، على حد قول دفاعها. وتعود تفاصيل الحادث إلى أكتوبر المنصرم، حيث أقدمت الأم البالغة من العمر 30 سنة، على محاولة التخلص من أطفالها الثلاثة، بعد خصام مع حماتها، حيث تقطن بمعية زوجها رفقة عائلته، في شقة بحي أناسي التابع لمنطقة البرنوصي، لتقوم برمي أطفالها من أعلى العمارة السكنية، بالمدخل 25، في لحظة انهيار، وفقدان للأعصاب. واستمعت عناصر الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الأمنية «أناسي» للزوج الذي يشتغل بائعا متجولا، ولوالدته، في النازلة، قبل أن تفرج عنهما، في حين تم الاحتفاظ بالزوجة التي طوحت بأطفالها الثلاثة من أعلى العمارة، رهن الحراسة النظرية، تحت إشراف النيابة العامة، قبل تقديمها أمام العدالة بعد يومين. وسبق للدكتور عبد العزيز الشليلك، رئيس مصلحة الإنعاش بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي للأطفال، أن أوضح بخصوص الوضعية الصحية للأطفال الثلاثة، أن سيف الدين ويوسف أصيبا برضوض على مستوى الصدر والبطن، في حين أن الطفل الأكبر يعاني من كسور على مستوى الأطراف السفلى، ولحسن الحظ لم يصابا على مستوى الرأس والدماغ بأي رضوض، بخلاف شقيقهم الأصغر، حيث خضعا للعناية المركزة بقسم الإنعاش، تحت إشراف طاقم طبي، معتبرا أن العناية الإلهية كانت بجانب الأطفال الثلاثة، خاصة الشقيقين الأكبرين، بعد أن سقطا على العشب في الحديقة أسفل العمارة السكنية، وهو ما ساعد على امتصاص قوة الصدمة التي كان من الممكن أن تنتج عنها إصابات أكبر وأشد خطورة قد تؤدي إلى الوفاة في الحال.