قصة الدولي المغربي محسن ياجور، ليست كباقي قصص لاعبي كرة القدم، فبعدما اتخذ قرارا “صبيانيا” ب”الحريك” والهروب من معسكر فريقه السابق الرجاء البيضاوي، هاهو اليوم يصبح ثاني أكثر لاعب سجل أهدافا في القارة الإفريقية، بعد تجاوز للنجم المصري محمد أبوتريكة، حينما سجل هدفين في مباراة ناديه نهضة بركان في كأس “كاف”، مساء يوم أمس. ابن منطقة “سباتة” بمدينة الدارالبيضاء، عاش حياة كروية ليست كباقي أقرانه، وبدايته مع الرجاء انطلقت مبكرا منذ سنة 1998، ليتدرج في جميع فئاته حتى اشتد عوده والتحق بفريق الكبار سنة 2003، ليؤكد أن أبناء المدرسة يمكن الاعتماد عليهم بعد تألقه اللافت. “قناص النسور” نال ما أراد، بعدما نودي عليه للمشاركة في مونديال الشباب سنة 2005 في إيطاليا، ليتألق إلى جانب زملائه ويبلغ مع المنتخب المغربي محطة نصف النهائي في إنجاز غاب عن المنتخبات الوطنية منذ ذلك الوقت، في بطولة سجل فيها ثلاثة أهداف جعلته محط اهتمام عديد الفرق الأوربية. “برشلونة” الإسباني أبدى اهتمامه بياجور في سن صغير، لكن ظروف أخرى غيرت وجهته بعدما فضل “الحريك” والهروب من معسكر فريق الرجاء بسويسرا سنة 2007، إلى جانب سعيد فتاح وهشام العمراني اللذان عدلا عن هذا القرار بالعودة إلى المغرب، فيما اتخذ نجم المنتخب الوطني للشباب قرار التعاقد مع فريق “إف سي شياسو” السويسري، قبل الانتقال إلى بلجيكا بعد موسم واحد فقط واللعب بألوان “شارلوروا”. احتراف ياجور بهذه الطريقة لم يكن في محله، فعاد إلى المغرب من بوابة الوداد الرياضي، ما عرضه لانتقادات لاذعة من قبل جماهير فريقه السابق الرجاء، ويقدم موسمين توجا بلقب البطولة سنة 2010 وبلوغ نهائي دوري أبطال إفريقيا. على حين غرة، قرر “الأسمراني” المحبوب لدى الجماهير المغربية العودة للرجاء، وسطع نجمه أكثر بعد لعب مونديال الأندية سنة 2013، الذي أبدع فيه وسجل ثلاثة أهداف حاسمة، في موسم أنهاه فريقه كثاني أفضل فريق في العالم، بعد احتلال الوصافة والخسارة في النهائي من بايرن ميونخ الألماني. أغراه المغرب التطواني ب”الموندياليتو” السنة الموالية، لكنه لم يسر وفق تطلعاته، قبل الانتقال لتجارب خليجية منها “قطر” و”الأهلي” والخور في دوري نجوم قطر، ثم عاد من جديد إلى الرجاء وصنع معه رقما قياسيا بتسجيله للهدف ال100 في الدوري الاحترافي. أهداف ياجور الإفريقية انضاف لها هدفين مع ناديه الجديد نهضة بركان.. تخطى أبو تريكة كأكثر اللاعبين العرب تسجيلا في القارة “السمراء”، بإحرازه 33 هدفا، ليقترب من الهداف التاريخي، المصري محمود الخطيب الذي بات على بعد أربعة أهداف من رقمه القياسي. “الغولياديور” لا يمل من هز الشباك، وفرصه مضاعفة لتسجيل اسمه ضمن قائمة كبار إفريقيا مع نهضة بركان، ويبرهن للجميع أن العطاء غير محدود في السن رغم تجاوزه للعقد الثالث بأربع سنوات، ويبعث رسائل للشباب بالاجتهاد والكفاح لبلوغ المجد.