بعد 20 يوما من تنصيبه أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، ما زال عبد اللطيف وهبي لم يحظ باستقبال ملكي مثلما جرت العادة على ذلك منذ 2009. ويعقد المجلس الوطني للحزب اجتماعه نهاية الأسبوع المقبل، لتشكيل مكتبه السياسي، وإذا حدث أن تأخر الاستقبال الملكي إلى ما بعد هذا الاجتماع، فإن وهبي سيكون أول أمين عام لهذا الحزب يشكل مكتبه السياسي قبل الاستقبال الملكي. وإذا كانت تبدو هذه الفترة الزمنية طويلة، أو مثيرة للشكوك بخصوص مستقبل العرف المرتبط باستقبال زعماء الأحزاب بعد انتخابهم، إلا أن الاستقبالات الملكية لهؤلاء عادة ما تأخذ بعض الوقت. وفي المعدل، فإن المسافة الزمنية التي تفصل بين انتخاب رئيس حزب واستقباله من طرف الملك تصل إلى حوالي أسبوعين، وقد يجري تقليصها إلى أسبوع في بعض الحالات، وقد تتعدى شهرا في حالات أخرى. والاستقبالات الملكية هذه تكون بطلب من رؤساء الأحزاب. وكشف مراد بورجة، الذي كان مقربا من فؤاد عالي الهمة، أن هذا الأخير هو من ابتكر عبارة “بطلب منه”، في أول استقبال يحظى به أمين عام حزب مغربي، وكان بيد الله. وأشار بورجة في مقال رأي له قبل أيام، إلى أن المؤسسة الملكية قد تكون بصدد مراجعة عرف هذه الاستقبالات أو التخلي عنها. على أن القاعدة في حزب الأصالة والمعاصرة كانت هي تعجيل الملك عادة باستقبال أمينه العام، كما هو حال محمد الشيخ بيد الله، حيث استقبل بعد أربعة أيام من انتخابه أمينا عاما في 2009. وهو حال إلياس العماري الذي انتخب في منصبه يوم 24 يناير 2016، واستقبله الملك يوم 29 من الشهر نفسه. بالمقابل، فإن مصطفى الباكوري، الذي انتخب في 19 فبراير من العام 2012، لم يستقبله الملك سوى يوم 6 مارس الموالي، أي بعد أسبوعين. وتبقى حالة حكيم بنشماش هي الأطول من حيث المدة، حيث لم يستقبله الملك إلا يوم 2 يوليوز من العام 2018، بينما هو كان قد انتخب يوم 27 ماي من العام نفسه، أي بعد مضي 35 يوما من تنصيبه أمينا عاما للحزب. وإذا كانت حالة بنشماش مقياسا لما يمكن أن تسير عليه الاستقبالات الملكية لزعماء الأحزاب، فمن جدير القول إن بنشماش كان آخر رئيس حزب يستقبله الملك في هذا العرف الذي بدأ أول مرة باستقبال الشيخ بيد الله. ومنذ سنتين لم يستقبل الملك أي أمين عام بمناسبة انتخابه أو إعادة انتخابه في منصبه. وفي اليوم الذي استقبل فيه الملك بنشماش، فعل الأمر نفسه إزاء نبيل بنعبد الله، بعدما أعيد انتخابه لولاية ثانية أمينا عاما لحزب التقدم والاشتراكية، وبقي بنعبد الله ينتظر استقباله منذ 13 ماي من عام 2018، واستغرق ذلك منه 50 يوما من الانتظار. بينما في المرة الأولى لانتخابه، لم تستغرق المدة الزمنية لاستقباله سوى 26 يوما. نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، فقد انتظر 19 يوما لاستقباله من لدن الملك، حيث حصل ذلك في 26 أكتوبر 2017. وعلى عكس ذلك، لم يجر استقبال عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، عقب انتخابه في 29 أكتوبر 2016، ويعتقد أن تلك المرحلة لم تكن مناسبة لاستقباله بسبب ما عرف ب”البلوكاج” في تشكيل حكومة بنكيران الثانية. وهي الحالة نفسها التي حدثت لسعد الدين العثماني الذي انتخب يوم 11 دجنبر من ذلك العام، ولم يجر استقباله، حيث اكتفى الديوان الملكي بتهنئته كما جرت العادة على ذلك بالنسبة لجميع الأحزاب. إدريس لشكر أيضا، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لم يجر استقباله بعدما أعيد انتخابه يوم 21 ماي من العام 2017، رغم أن الملك دأب على استقبال الأمناء العامين الذين يجددون ولاياتهم. لشكر كان قد حظي باستقبال ملكي بعد أسبوعين من انتخابه أول مرة على رأس حزبه، وكان ذلك يوم 3 يناير 2013. امحند العنصر هو أيضا وقد استقبله الملك يوم 28 يونيو 2014، عقب أسبوع من إعادة انتخابه أمينا عاما لحزب الحركة الشعبية، لم يتم استقباله مرة أخرى منذ ذلك الحين.