اختلطت الزغاريد بدموع الفرح ولهفة اللقاء، في استقبال آباء وأوليات الطلبة المغاربة العائدين من مدينة “ووهان” الصينية، لفذات أكبادهم أمام مستشفى سيدي سعيد بمكناس، والمستشفى العسكري بالرباط عصر أول أمس الأحد. عائلات المغاربة العائدين من ووهان معقل فايروس “كورونا” الجديد، القادمة من مختلف مدن المغرب، انقسمت إلى “فئتين الأولى، التحقت بمشفى سيدي سعيد بمكناس، حيث يتواجد 97 مواطنا مغربيا عائدا، والثانية بالمشفى العسكري بالرباط الذي استقبل 70 شابا عائدا من الصين بناء على تعليمات الملك محمد السادس”، بحسب ما كشف عنه مصدر من وزارة الصحة ل”أخبار اليوم”. وبخصوص إذا ما كان مسموحا للعائلات بزيارة أبنائهم والتواصل معهم طيلة فترة الحظر الطبي التي تبلغ 20 يوما، أكد مصدرنا أنه وبعد يومين من يومه الاثنين، ستبدأ الزيارات لشخصين من العائلة يحددهما المعني بالأمر، وستكون الزيارة لأوقات محددة مسموح بها، فيما لن يكون هناك اتصال جسدي إلى حين انتهاء الحظر الطبي المفروض، للتأكد من خلو أجسام المعنيين من هذا “الفايروس القاتل”. رشيد سامي، والد الطالب المغربي وليد سامي، الشاب الذي ظهر في مقطع فيديو اعتلى مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام وهو يطالب بإنقاذه إلى جانب عشرات المغاربة المتواجدين في ووهان من أجل طلب العلم، من فايروس “كورونا، وجه شكره الجزيل لعاهل البلاد الذي استجاب بطريقة فورية لنداء ابنه والطلبة المغاربة في عين المكان. وشدد رشيد سامي في تصريحه ل”أخبار اليوم”، على أن خبر إعطاء الملك محمد السادس لتعليماته من أجل إرجاع المغاربة نزل ك”البرد على قلوب الآباء والأبناء على حد سواء، ووضع حدا لمعاناتهم القاهرة في المدينة، التي حلوا بها من أجل التكوين في مجال العلوم والتكنولوجيا”. من جهتها قالت نعيمة، التي استقبلت ابنيها القادمين من الصين من وراء سياج مشفى سيدي سعيد بمكناس، إنها حتى وإن لم تستطع أن تحضنهما، “يكفي أن الوطن حضنهما وأرجعهما إلى حضن والديهما”، على حد تعبيرها. وزادت المتحدثة: “أبناؤنا عانوا الأمرين في ووهان منذ نهاية شهر دجنبر الماضي، لكن الوضع اشتد سوءا خلال الأيام الأخيرة الماضية، قبل أن يأتي الفرج على لسان عاهل البلاد نصره الله، وبذلك أنزل نوعا من السكينة على قلوبنا وقلوب أبنائنا، خاصة بعدما تواصلت سفارة المغرب مع أبنائنا وأكدت لهم أنه سيتم إرجاعهم إلى حضن هذا الوطن الكبير”. نعيمة أشارت إلى أن عائلات طلبة “ووهان” كانت تستعد لتنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان، بعد أن لمسنا نوعا من “التجاهل” و”الاستهانة بمعاناة أبنائنا في بلاد المهجر، من طرف الحكومة التي لم تستجب بأي شكل لمطالبنا، لكن دخول عاهل البلاد على الخط طمأننا، لتتحول الوقفة الاحتجاجية لوقفة شكر لعاهل البلاد”. وأكدت أسر وعائلات الطلبة العائدين من “ووهان”، أنهم قاموا بزيارة قبلية للمستشفيات التي حل بها أبناؤهم الأحد، إلى جانب ممثلين كل من وزارة الصحة والداخلية، ليقفوا على التجهيزات ومدى استجابتها لراحة العائدين من جحيم “ووهان” بؤرة الفايروس، حيث أكدوا في تصريح ل”أخبار اليوم” أنها على “أعلى مستوى من النظافة والترتيب. كما تتوفر على آخر ما جادت به المعدات الطبية في مجال الأوبئة، فيما تم توفير جميع الحاجيات الطبية واللوجستيكية للنزلاء الذي سيحلون بها طيلة 20 يوما القادمة، وقد أبدى الشباب في اتصال هاتفي بأولياء أمورهم عن ارتياحهم الكبير داخل المشفى، في ظل العناية التي يتلقونها من الأطقم الطبية”، على حد تعبير أولياء الأمور. وكانت الطائرة القادمة من “ووهان”، والتي تقل المغاربة قد هبطت في مطار بنسليمان ضواحي مدينة الدارالبيضاء، ظهر الأحد، فيما ومنذ الساعات الأولى من صبيحة نفس اليوم، عرف المطار حالة استنفار قصوى، وشهد حضور عدد كبير من الأطقم الطبية، إلى جانب شخصيات عسكرية، من أجل مواكبة عملية وصول ما يناهز 167 مغربيا والإشراف على تنقيلهم صوب العاصمة الرباط والعاصمة الإسماعيلية، بطريقة آمنة، كما جندت وزارة الصحة أطقمها الطبية ووضعت حوالي 25 سيارة موزعة بين سيارات تابعة لوزارة الصحة وأخرى تابعة للقوات المسلحة الملكية لنقل المغاربة العائدين، وفقا لتعليمات الملك محمد السادس الذي أمر الاثنين الماضي بإعادة المغاربة المقيمين بمدينة ووهان الصينية، التي ظهر فيها فيروس “كورونا”، كما أعطى أوامره أيضاً باتخاذ التدابير اللازمة في المطارات والموانئ والمستشفيات لمنع وصول المرض، حيث تم تفعيل المراقبة الصحية على مستوى المطارات والموانئ الدولية لمنع انتشاره..