لم يخطر على بال أحد أن الإصابة بمرض السرطان قد تصبح حافزا لقطع عشرات الآلاف من الكيلومترات، مشيا على الأقدام حول العالم، وهو ما قام به الرحالة النمساوي من أصول عراقية وألمانية، ثائر عبود، بعدما أصيبت أخته بسرطان الثدي، فقرر دعمها بشكل خارج عن المألوف، وتخلى عن وظيفته كمهندس في النمسا، وقرر حمل مجموعة من الرسائل الإنسانية في حقيبته، والجولان حول العالم. يحكي ثائر لموقع “اليوم 24” أنه بالإضافة إلى الحقيبة الثقيلة، التي يحملها معه، فإنه يحمل، أيضا، رسالة إلى أخته، وكافة المصابين بالسرطان، أو غيره من الأمراض، بالتشبث بالحياة، وعدم الاستسلام أو الانجراف وراء الأفكار السلبية، لأن المرض لا يقتل بقدر ما تقتلنا أفكارنا المتشائمة. وبدأ عبود رحلاته حول العالم، منذ سنة 2013، آخرها رحلته، التي بدأها سنة 2018 من أقصى شمال النرويج، وصولا إلى المغرب، حيث ينوي الاستمرار لغاية الوصول إلى أقصى جنوب إفريقيا، إذ يحاول من خلال رحلاته هذه جمع تبرعات لفائدة الأطفال المصابين بمرض السرطان. واعتبر ثائر أن رحلته حول العالم جعلته يدرك أشياء أخرى كان يجهلها، بعدما لم يعد نفس الشخص، الذي لا يهمه سوى التنقيب عن الجاه، والمال، إذ فهم أن الحياة أغلى من أي نفوذ أو نقود، وقال إن “الحياة بين البشر ليست مجرد أخذ ورد بمقابل مادي، بل أحيانا تكفي كلمة الشكر لتكون أغلى ما يمكن تقديمه لشخص ما”. ووجه الرحالة النمساوي رسالة إلى جميع المرضى بالاستمرار في الكفاح، وعدم الكف عن المحاولة، لأن الإنسان لم يخلق ليبقى في مكانه، وانتظار الفرج بل البحث عن الفرج من خلال المقاومة، والتحدي، وقال: “لقد وجدنا للمشي في الطريق، وليس الانتظار وسط الطريق، فلا يمكن للإنسان أن يبحث عن الشفاء أو الأمل دون ترويض أفكاره على الإيجابية والتفاؤل”.