تطورات سياسية متسارعة شهدها إقليمشفشاون في الأيام القليلة الماضية، آخر تجلياتها ترحال جماعي لمنتخبين ينتمون لحزب الأصالة والمعاصرة إلى الخصم الجديد للبام، حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يقود رئيسه عزيز أخنوش، جولات مكوكية بين الأقاليم في سياق حملة دعائية مبكرة. المعطيات المتوفرة التي توصل إليها “أخبار اليوم” من مصادر قريبة من الموضوع، تؤكد بأن المنتخبين المعنيين بعملية الترحال الجماعي، يتقدمهم البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة بإقليمشفشاون، وعضو فريق البام بمجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، توفيق الميموني، إضافة إلى رؤساء جماعات قروية هي بني رزين، أونان، وزكان، اسطيحات وبواحمد، ومنتخبين آخرين يشغلون صفة استشارية في نفس الجماعات. وأسرت المصادر نفسها على أن خطوة المعنيين بالأمر والتي تم التوقيع عليها إثر خلوة سياسية احتضنها أحد المنتجعات الساحلية في إقليمالمضيق، لم تأت من موقف ذاتي يتعلق بقناعة المعنيين بتغيير الهوية السياسية، وإنما تمت تحت ضغوط مارسها مسؤولون في عمالة إقليمشفشاون، في سياق تعبيد الطريق لحزب التجمع الوطني للأحرار، وتهييئ أرضية صلبة لدخوله غمار الانتخابات المقبلة بحظوظ أوفر. ولعل أحدث المستجدات المرتبطة بهذه التحركات، إقدام الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة المعتصم أمغوز، رئيس جماعة متيوة، على تقديم استقالته في ظروف غامضة، ولأسباب مجهولة لم يفصح عنها، لكن مصادر قالت إنها تمت في إطار صفقة انتخابه على رأس مجموعة جماعات الساحل لحفظ الصحة، مقابل تغيير لونه الحزبي خلال الشهور المقبلة في إطار رسم خريطة سياسية جديدة. وقد كانت “أخبار اليوم” سباقة إلى إثارة قضية الضغوطات التي يتعرض لها رؤساء جماعات ينتمون لحزب الأصالة والمعاصرة، كما حدث مع رئيس مجموعة جماعات التعاون، حميد المودن، بعد تشديد الخناق عليه عبر إفشال انعقاد دورة أكتوبر الماضي في ثلاث مناسبات، تعمد غالبية الأعضاء التغيب عن حضور أشغالها، حيث لم يحضر سوى خمسة أعضاء إضافة إلى الرئيس نفسه من أصل 27 عضوا، وهو ما دفعه لإرجاع المفاتيح لأصحابها في عمالة شفشاون. وكانت مصادر الجريدة أشارت حينها إلى أن المستهدف المقبل للإطاحة به من منصبه في “ملفات مخدومة” سيكون هو المعتصم أمغوز، رئيس جماعة متيوة، في حالة عدم امتثاله للضغوطات وخضوعه ل “الإملاءات” التي ترسمها جهات في عمالة إقليمشفشاون، في سياق خطة لإضعاف حزب الجرار وتقوية حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي كان ينتسب له عامل إقليمشفشاون، محمد علمي ودان، عندما كان مديرا جهويا لوزارة الفلاحة بجهة طنجةتطوانالحسيمة. وفي الوقت الذي عزا أمغوز الذي لم يمض على انتخابه مسؤولا جهويا سوى بضعة أشهر، إثر إقالة حكيم بنشماس للأمين العام الجهوي السابق عبد اللطيف الغلبزوري، (عزا) قرار استقالته من المهمة التنظيمية إلى ما سماه “ابتعاد حزب الأصالة والمعاصرة عن مناضليه بجهة طنجةتطوانالحسيمة، وعدم الإنصات لمشاكلهم”، فإن مصادر قيادية في البام قالت ل “أخبار اليوم”، إن “خطة تصفية منتخبي الأصالة والمعاصرة الذي يهيمن على غالبية مجالس إقليمشفشاون من أصل 27 جماعة باتت مكشوفة”. وفي هذا الصدد، تحركت الآلة التنظيمية لحزب الأصالة والمعاصرة بشكل مستعجل في محاولة منها لتطويق عدوى الاستقالات المفاجئة، حيث أصدرت الكتابة الجهوية بيانا ناريا توعدت فيه بفتح تحقيق تنظيمي مع المنتخبين، الذين عقدوا اجتماعا مع مسؤولي حزب منافس بأحد المنتجعات السياحية في إقليمالمضيقالفنيدق، بعد تعرضهم لما وصفه البلاغ بأنها “ضغوطات” و”مساومات” بهدف الالتحاق التنظيمي بأحد الأحزاب المنافسة خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وتوعد البلاغ الذي وقعه كل من الأستاذ الجامعي نور الدين أشحشاح، الذي يشغل مهمة رئيس المؤسسة الجهوية للمنتخبين في حزب الأصالة والمعاصرة، والبرلماني العربي المحرشي، رئيس المؤسسة الوطنية للمنتخبين والمنتخبات، وعبد الحق الطيار، مسؤول منتخبي البام بإقليمشفشاون، رؤساء الجماعات المعنيين بالوقوف على تصرفهم، وإحالة تقرير على لجنة الأخلاقيات بالحزب، قصد ترتيب الآثار القانونية على المخالفات التنظيمية التي تورطوا فيها، حرصا من حزب الأصالة والمعاصرة على “نبل العمل السياسي، وحفاظا على سمعة الحزب”، حسب وصف نفس المصدر.