بعد ثلاثة أشهر من اتخاذ المغرب لقرار إغلاق معبر مدينة سبتةالمحتلة أمام ممتهني التهريب المعيشي، كشفت معطيات حديثة، أن نسبة كبيرة من ممتهني هذا النشاط، غادروا المنطقة بحثا عن مورد رزق آخر. ونقلت صحيفة إسبانية اليوم الجمعة، أن الجانب المغربي أبلغ حكومة المدينةالمحتلة، أن 40 في المائة من “الحمالين” القادمين من مدن داخلية إلى ضواحي سبتة للعمل في التهريب المعيشي، عادوا إلى مدنهم الأصلية. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة، قد صرح قبل أشهر بأن “الأمور بالمعبر ستعود إلى نصابها قريبا.. وكما كانت عليه في القريب العاجل”، هو ما يعني عودة نشاط التهريب من معبر باب سبتة، وما يرافقه من مآسي، والذي تستفيد منه سلطات سبتةالمحتلة، وتجارها من جهة، ومافيا التهريب المنظم من جهة أخرى، فيما تستغل حياة، وكرامة، ومآسي الآلاف من النساء، والرجال مقابل الفتات. تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة قوبلت باحتجاج حقوقي، حيث قال مرصد الشمال لحقوق الإنسان إن تصريحات الوزير الحسن عبيابة رضوخ للضغوطات الإسبانية بعدما أدى إيقاف نشاط التهريب، إلى شلل عام، واختناق في سبتةالمحتلة، خصوصا أن رقم المعاملات، الذي يحققه نشاط التهريب بشتى أنواعه لفائدة المدينةالمحتلة يصل إلى 700 مليون دولار سنويا. وطالب المرصد الحكومة المغربية بإيجاد حلول تنموية للمنطقة وسكانها، عبر مشاريع، ووظائف تضمن كرامتهم، وكرامة أبنائهم، معتبرا اتخاذ الحكومة لقرار إعادة فتح المعبر، إصرار على إذلال كرامة المواطن المغربي، بشكل عام، وعدم قدرتها على محاربة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعية، واكتفائها بالحلول الترقيعية في ظل سياق وطني، يتميز بالاحتقان الشديد، وفقدان الأمل في تغيير حقيقي. وسبق للسلطات المغربية أن أعلنت نفيها لوجود موعد محدد لفتح معبر باب سبتةالمحتلة، رافضة التحركات، التي تقوم بها سلطات المدينةالمحتلة، ومعها بعض المواقع الإخبارية، بهدف «ممارسة الضغط والتضليل» في ملف فتح المعبر الحدودي باب سبتة، من خلال الإعلان بشكل منفرد عن تاريخ إعادة فتحه يوما بعد ذكرى استقلال المغرب.