رغم خطر الهجرة من دول تونس وليبيا نحو أوروبا، إلا أن هذا الطريق لا زال يغري الشباب المغاربة، موقعا الكثيرين منهم ضحايا له، إما غرقا في عرض المتوسط، أو سجنا في تونس وليبيا، أو محتجزين في مراكز الهجرة غير الشرعية، ومنهم من سقطوا في يد ميليشيات مسلحة. وفي ذات السياق، أطلق نشطاء حقوقيون مغاربة، خلال الأسبوع الجاري، حملة للبحث عن ثمانية شباب، سبعة منهم منحدرون من مدينة الناظور، كانوا قد سافروا إلى تونس، من أجل الهجرة غيرا لشرعية إلى إيطاليا. وأوضحت مصادر مقربة من العائلات، أن الشباب غادروا المغرب قبل ما يقارب الشهرين، إلا أن أخبارهم انقطعت، ولم تتمكن العائلات من تقفي أثرهم أو الوصول إلى خبر يقين عنهم يوضح مصيرهم بعد الاختفاء. ويستعد حقوقيون لتوجيه مراسلة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من أجل البحث عن المفقودين الثمانية، والتأكد من وجودهم في أحد السجون التونسية، بربط الاتصال مع سفارة المغرب في تونس، أملا في خبر يقين يطمئن العائلات. يشار إلى أنه على الرغم من أن المغرب أعاد في رحلات عديدة المئات من المغاربة العالقين في ليبيا، إلا أن آخرين لا يزالون يلتحقون بالأراضي الليبية عن طريق البوابة التونسية، طمعا في الهجرة نحو أوربا، إذ أوقفت ليبيا، على مدى الأشهر القليلة الماضية، عشرات المغاربة، الذين تم إيداع أغلبهم في مركز طرابلس لمكافحة الهجرة غير الشرعية، في انتظار صدور قرار ترحيلهم إلى المغرب. كما أن المغرب اتخذ إجراءات صارمة جدا للتحقق من هويات المغاربة، العائدين من ليبيا، خوفا من تسلل منتمين إلى جماعات إرهابية إليهم، خصوصا بعد النشاط الكبير ل"داعش" في الأراضي الليبية، وصدور إحصائيات لأعداد المغاربة المنتمين إليه.