تشهد عدة مدن هندية مظاهرات حاشدة، احتجاجا على قانون جديد مثير للجدل، يمنح الجنسية للمهاجرين من عدد من الديانات، فيما يستثني المسلمين منها. ويمنح القانون الجديد غير المسلمين، من كل من بنغلاديش، وباكستان، وأفغانستان ممن دخلوا الهند على نحو غير شرعي للحصول على حق المواطَنة، وفق ما أوردته “بي بي سي”. وخرجت مظاهرات في شمالي، وشرقي الهند عقب تمرير القانون، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع، واعتقلت متظاهرين في العاصمة، دلهي، حيث أُضرمت النيران في حافلات، وأُغلقت طرقا، كما لقي ستة أشخاص مصرعهم على مدى خمسة أيام من الاضطرابات. كما عُطلت خدمات الأنترنت في العديد من المدن، التي تشهد مظاهرات، فيما استأنف طلاب الجامعات مظاهراتهم، اليوم الاثنين.
واستمرت المظاهرات، صباح اليوم الاثنين، في الجامعة الملية الإسلامية في دلهي، وكان الطلاب قد نظموا مسيرة، يوم أمس الأحد، انتهت بالصدام مع أفراد الشرطة. وأدانت نائبة رئيس الجامعة، نجمة أختار، تدخل الشرطة، اليوم، وصرحت للصحافيين بأنهم سيرفعون دعوى قضائية ضد الشرطة، ويطالبون بإجراء تحقيق على أعلى مستوى. وأظهرت فيديوهات، نشرها الطلاب، أفرادا من الشرطة، وهم يضربون طلابا داخل الحرم الجامعي في المكتبة، والحمامات.
وقالت الحكومة، بزعامة حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي، إن القانون يستهدف تعديل أوضاع أولئك الفارّين من اضطهاد ديني. ويرى معارضون أن القانون يأتي في إطار أجندة حكومية لتهميش المسلمين، فيما يعد انتهاكا للمبادئ العلمانية، التي ينص عليها الدستور. وأعرب مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، في وقت سابق، عن قلقه من أن يكون القانون الجديد قائما على تمييز في طبيعته. وتنفي الحكومة أي تحيز ديني، وقالت إن المسلمين لا يدخلون ضمن الفئات، التي شملها القانون الجديد؛ لأنهم ليسوا أقليات، ومن ثمة فهم ليسوا في حاجة إلى حماية الهند، لكن سكان ولاية أسام شمال شرقي الهند يخشون أن تتجاوز أعدادُ المهاجرين غير الشرعيين من غير المسلمين، القادمين من بنغلاديش أعداد السكان الأصليين. وقال سكان ولاية أسام إن هؤلاء المهاجرين سيستولون على الأرضي، والوظائف في الولاية، وسينتهي الأمر إلى السيطرة على ثقافة، وهوية سكانها. وناشد عدد من المحامين المحكمة العليا بالتدخل، مشيرين إلى أن أفراد الشرطة اعتدوا على الطلاب في حمامات الجامعة، غير أن رئيس القضاة قال إن المحكمة لن تتخذ أي إجراء إلا بعد أن يتوقف الطلاب عن التظاهر. وأصدرت كل من المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وكندا تحذيرات سفر لموطنيها المتجهين إلى شمال شرقي الهند، مطالبة إياهم بتوخي الحذر.