بعد يوم واحد من إعلان الحكومة الأوروبية الجديدة تخصيص دعم مالي جديد للمغرب بقيمة 102 مليار سنتيم تقريبا، كشفت وكالة مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي المعروفة اختصارا ب”فرونتيكس”، يوم أول أمس الخميس، أن المغرب أسهم بشكل واضح في تقليص عدد المهاجرين غير شرعيين الواصلين إلى أوروبا، بشكل عام، والسواحل الإسبانية، خاصة. إذ لم تعد السواحل المغربية البوابة الرئيسية ل”الحريك” إلى أوروبا مقارنة مع ما كان عليه الأمر قبل سنة. ورغم الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية، إلا أن بعض شبكات التهريب لازالت تهجر الأجانب، على غرار المغاربة، إلى مدينة سبتةالمحتلة مقابل 20 ألف درهم. في هذا الصدد، سجل التقرير المحين ل”فرونتيكس” وصول 21 ألفا و750 مهاجرا إلى السواحل الإسبانية عبر البوابة الغربية للمتوسط في الشهور ال11 من السنة الجارية، بنسبة انخفاض بلغت 57 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. علما أن أغلب مستعملي البوابة الغربية للمتوسط يخرجون من المغرب. فيما سُجلت البوابة الوسطى للمتوسط، انطلاقا من ليبيا وتونس، وصول 13100 مهاجر إلى إيطاليا ومالطا، بنسبة انخفاض بلغت 43 في المائة. في المقابل، ارتفع عدد المهاجرين الواصلين إلى أوروبا عبر البوابات الشرقية، بحيث وصل 10600 مهاجر إلى أوروبا عبر حدود البلقان بنسبة ارتفاع قدرها 103 في المائة؛ فيما سجل وصول 74 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر المنطقة الشرقية للمتوسط (اليونان) بنسبة ارتفاع بلغت 42 في المائة. هذا وسجل، عامة، وصول 124 ألف مهاجر غير نظامي إلى أوروبا في الشهور ال11 الماضية، بمعدل انخفاض قدر ب11 في المائة. وبخصوص جنسيات مستعملي مختلف منافذ الهجرة إلى أوروبا، يبرزُ التقرير أن المغاربة تصدروا قائمة الحرّاكة الواصلين إلى إسبانيا بنسبة 28 في المائة، متبوعين بالجزائريين ب17 في المائة، متبوعين بالآتين من دول إفريقيا جنوب الصحراء. أما الطريق الوسطى للمتوسط (إلى إيطاليا) فتصدر التونسيون القائمة، متبوعين بالسودانيين، ساحل العاج، والباكستانيين. فابريس ليجيري، مدير فرونتيكس، عاد ليؤكد في حوار حديث مع صحيفة “إلموندو” الإسبانية على ضرورة تحالف الاتحاد الأوروبي لمحاربة الهجرة السرية مع الحفاظ على التنسيق مع إسبانيا. في هذا قال: “تربطنا علاقة تعاون جيدة مع المغرب، ونسهر في نفس الوقت على إبلاغ السلطات الإسبانية، لأنها تريد أن تكون على علم بكل شيء. الأمر يتعلق بمصلحتنا المشتركة”. على صعيد متصل، قامت السلطات الإسبانية بحر هذا الأسبوع بتفكيك شبكة متخصصة في تهريب المهاجرين الأجانب إلى مدينة سبتةالمحتلة على متن قوارب الموت، حيث تم اعتقال مهربين مغربيين. وتقوم الشبكة بتهريب مواطنين جزائريين إلى سبتة اختاروا المغرب منفذا للعبور إلى أوروبا في ظل الاحتجاجات التي تشهدها الجارة الشرقية في ظل تشبث الجيش بإجراء انتخابات رئاسية يرفضها السواد الأعظم من المواطنين، وهي الانتخابات التي فاز بها، يوم أمس الجمعة، مرشح السلطة عبد المجيد تبون. ويدفع كل جزائري يرغب في الوصول إلى سبتة انطلاقا من منطقة بليونش 20 ألف درهم.