إذا كان الوقت مازال مبكرا لتقييم عمل سفير المغرب لدى فرنسا، شكيب بنموسى، على رأس اللجنة الاستشارية المكلفة بوضع نموذج تنموي جديد، فإنه، من الناحية الشكلية، لا بدمن تسجيل الانطلاقة الإيجابية لهذه العملية من الناحية التواصلية. فبعد الصمت الغريب الذي رافق عملية التفكير التي يفترض أن أحزابا ومؤسسات رسمية قامت بها منذ دعوة الملك إلى مراجعة النموذج التنموي قبل أكثر من عامين؛ وبعد الفقرالكبير في المعطيات الذي أعقب تعيين شكيب بنموسى من لدن الملك، خاصة من جانب الإعلام العمومي السمعي البصري، الذي يفترض أن يواكب المبادرات الكبرى والإصلاحات التي تطلقها الدولة بالنقاش والحوار… بادر شكيب بنموسى إلى دعوة مجموعة من مسؤولي تحرير منابر إعلامية متنوعة إلى بيته، مساء الأحد الماضي، وقدّم جرعة، وإن كانتصغيرة، إلا أنها كانت خالية من لغة الخشب، وحاملة لمعطيات لا شك أنها ستساعد في إشراك الرأي العام في ما هو آت. الخطوة دليل جديد على أن الإشارات الإيجابية لا تتطلب، في أغلب الأحيان، سوى الإرادة، حيث لم يكن بنموسى في حاجة إلى قاعة في فندق، ولا إلى شركات متخصصة في العلاقات العامة، بل فتح باب بيته واستقبل الصحافيين، وإلى جانبه دبلوماسي شاب وضعته وزارة الخارجية رهن إشارة اللجنة، اسمه المهدي كوان، فيما تطوّعت شابة محترفة في التواصل، هي سناء السميّج، لتنسيق اللقاء… عسى النموذج التنموي، الذي ستضعه لجنة بنموسى، أن يكون على شاكلة هذا النموذج التواصلي.