في يوم واحد، وبشكل متزامن، أصدرت ثلاثة أحزاب، في الأغلبية والمعارضة، بلاغات متشابهة، تدعو فيها لدراسة “الأشكال التعبيرية الجديدة” والتفاعل معها. وفي بلاغ لها أصدرته أمس الأربعاء، دعت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي إلى دراسة بعض الأشكال التعبيرية الجديدة وتحليلها من أجل فهمها الفهم السليم والمناسب، مع تجديد التأكيد على ضرورة العمل لإعادة الاعتبار للأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والمؤسسات التمثيلية. وأصدرت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال المعارض، بلاغا أمس الأربعاء أيضا، قالت فيه، إنها توقفت في اجتماعها الأخير، عند ما تعرفه الفضاءات العمومية من ظواهر وأشكال جديدة في التعبير والاحتجاج والترافع، و التي أصبح يلجأ إليها الشباب لتوجيه رسائل عفوية أحيانا عن هشاشة الوضع الاجتماعي ببلادنا. ودعت اللجنة التنفيذية للاستقلال، إلى القيام بقراءة عميقة وواعية لهذه التعبيرات، معتبرة أن اللحظة المجتمعية تتطلب من مختلف الفاعلين تتبع هذه الظواهر الشبابية بيقظة، من أجل انتشالها مما قالت إنه “انهزامية” محيطة بها. من جانبه، قال المكتب السياسي لحزب التقدم و الإشتراكية، في بلاغه أمس، أنه توقف عند ما ما يُفرزه الوضع من أشكالَ جديدةٍ للتعبير لا سيما في أوساط الشباب، قال إنها تأخذ أحيانا أبعادا تمس بالثوابت الوطنية، مما يقتضي حسب قوله، التمعن المسؤول في أسباب هذه التمظهرات، والبحث الجدي في الصيغ المناسبة لاحتواء وتأطير المَطالب والاحتجاجات وتحويلها إلى فعلٍ إيجابي ومُنظم، عوض تكريس الفراغ الذي لا يفسح المجال سوى أمام تنامي التعبير العفوي عن الرفض والغضب والقلق بشكل غير محسوب العواقب. يشار إلى أنه وبشكل متزايد، بدأت الشعارات السياسية، تغزوا مدرجات ملاعب كرة القدم، بالإضافة إلى أن عددا من الأغاني الشبابية، استنفرت السياسيين وأخرجت الحكومة على لسان الناطق الرسمي باسمها، ليتوعد المغنيين “الخارجين عن القانون”، في الوقت الذي تلقى هذه المقاطع الغنائية المثيرة للجدل، انتشارا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي.