ضربت هزة أرضية جديدة إقليم ميدلت بجبال الأطلس المتوسط، صباح يوم أمس الثلاثاء، مخلفة أجواء من الرعب والفزع وسط سكان قرى الإقليم، خصوصا بجماعة «النزالة» على الحدود بين إقليمي ميدلت وميسور، حيث أجبر سكان هذه القرى على إخلاء منازلهم والالتحاق بالعشرات من أهليهم، والذين اختاروا الاستقرار بالخيام منذ الزلزال الأول الذي روع المنطقة، الأحد من الأسبوع ما قبل الأخير، وذلك خوفاً من تسجيل هزات ارتدادية، خاصة وأن عدداً من المنازل تضررت بسبب قوة الهزات المتواصلة بالمنطقة، تورد مصادر «أخبار اليوم.» وبحسب ما أعلن عنه بلاغ المعهد الوطني للجيو- فيزياء، والتابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، فإن الهزة الأرضية لصباح يوم أمس الثلاثاء، وقعت حوالي الساعة السادسة و44 دقيقة و11 ثوان، حيث بلغت قوتها 3,6 درجات على سلم ريشتر، سجلت على عمق 03 كيلومترات عند التقاء خط العرض 32.572 درجة شمالا وخط الطول 4.237 درجة غربا. وأوضحت الشبكة الوطنية للمراقبة والإنذار الزلزالي، التابعة للمعهد، أن بؤرة الهزة حدد مركزها بدوار «إنمل» التابع للجماعة الترابية «النزالة»، على الحدود بين إقليمي ميدلت وميسور، وهو نفس الدوار الذي تمركزت فيه الهزتان الأرضيتان، اللتان ضربتا المنطقة الأحد ما قبل الأخير، وبعدهما هزة ثالثة وقعت الخميس الماضي، تلتها الهزة الرابعة في أقل من أسبوعين من الشهر الجاري، تقول تقارير المعهد المغربي للجيو- فيزياء. من جهته قال مصدر من السلطات المحلية بجماعة «النزالة»، في حديثه ل»أخبار اليوم»، إن الهزة الأرضية لصباح يوم أمس الثلاثاء، لم تسجل أي انهيار للمنازل، لكن الهزات المتتالية على المنطقة وبدرجات متفاوتة على سلم ريشتر، تسببت في أضرار لعدد من المنازل، والتي تناسلت بها الشقوق في الجدران والأسقف. وزاد نفس المصدر، أنه وبأمر من عامل إقليم ميدلت، مصطفى النوحي، والذي سبق له أن زار المنطقة المتضررة من الزلزال الأول الذي روع الأحد ما قبل الماضي منطقة الأطلس، أبقت سلطات العمالة بالتنسيق مع المصالح الخارجية الممثلة للقطاعات الوزارية بالصحة والتعليم والتجهيز، على نفس درجة حالة الاستنفار للجان اليقظة، المعززة بجميع الموارد البشرية واللوجستيكية بالمنطقة وضواحيها، بغرض التدخل عند الحاجة، كما تواصل السلطات، تردف مصادر الجريدة، عبر توفير كل متطلبات المواطنين الذين تضررت منازلهم، أو الذين هجروها خوفاً من تسجيل هزات ارتدادية، حيث تم نصب عدد من الخيام في مناطق متفرقة بدواوير جماعة «النزالة» القريبة من بؤرة الزلزال الناشط هذه الأيام على الحدود بين إقليمي ميدلت وميسور، خصصت لإيواء المتضررين من الزلزال، كما تم وضع وحدات متنقلة للإسعاف والتدخل، فضلاً عن حرص السلطات على توفير كميات من المواد الغذائية، تورد مصادر الجريدة. وبالضفة الأخرى لبؤرة الزلزال، بالمناطق التابعة لإقليم ميسور، تتواصل احتجاجات سكان الدواوير التي تضررت من الهزة الأرضية الأخيرة، خصوصا بدواري «عياط» و»بوسلام»، بعدما لجأ سكان الدوارين، يوم الأربعاء الماضي، إلى احتجاز طاقم قافلة صحية، تتكون من أطباء وممرضين ومنسقي البرامج الصحية، حلوا بالمنطقة في إطار الحملات الصحية، والتي تنظمها مندوبية الصحة بإقليم بولمان بتنسيق مع السلطات لفائدة الدواوير المتضررة من آثار موجة البرد، حيث اختار الغاضبون احتجاز الطاقم الصحي، لساعات بداخل مدرسة ابتدائية، لإثارة الانتباه لمعاناتهم مع الهزات الأرضية والتي تتزامن مع موسم البرد، وممارسة مزيد من الضغط على عامل إقليم بولمان، عبد الحق الحمداوي، والذي طالبه المحتجون بزيارتهم أسوة بعامل إقليم ميدلت والذي زار المناطق المتضررة بإقليمه، وهو ما ينتظره سكان دواوير جماعة لقصابي بحدود إقليم ميسور مع ميدلت، خصوصا أن الكاتب العام لعمالة ميسور، سعيد أومهير، والذي قاد عملية إنهاء احتجاز طاقم القافلة الصحية، كان قد وعد السكان الغاضبين بزيارة الدواوير المتضررة من الزلزال، وتمكينهم من وحدات متنقلة للإسعاف والتدخل، فضلاً عن توفير كميات من المواد الغذائية، بحسب ما أفاد به للجريدة مصدر من جماعة لقصابي بإقليم ميسور.