نزلت حشود غفيرة من المتظاهرين، اليوم الجمعة، إلى شوارع وسط العاصمة الجزائرية للمطالبة ب”استقلال” جديد في اليوم السابع والثلاثين للحراك، والذي يصادف الذكرى ال65 لاندلاع حرب التحرير ضد الاحتلال الفرنسي، بحسب مراسل وكالة فرانس برس. ورغم الأجواء الماطرة، امتلأت بالمتظاهرين شوارع ديدوش مراد وعبد الكريم الخطابي وباستور، وحسيبة بن بوعلي وعميروش وخميستي وكل الساحات المجاورة لها، مباشرة بعد صلاة الجمعة، وهو وقت الذروة بالنسبة للتظاهرة كل أسبوع منذ تسعة أشهر. وهتف المتظاهرون بصوت واحد “بعتو البلد يا خونة” “و “الاستقلال.. الاستقلال” في وجه النظام الحاكم منذ استقلال البلاد في 1962. https://twitter.com/TSAlgerie/status/1192808329963286528 https://twitter.com/TSAlgerie/status/1192814205054918658 واندلعت “ثورة التحرير” أي حرب الاستقلال الجزائرية بداية شهر 1954 بقيادة جبهة التحرير الوطني، بعمليات عسكرية شملت كل أرجاء البلاد في وقت واحد. وأصبح هذا التاريخ مناسبة وطنية يتم الاحتفال بها بشكل رسمي منذ الاستقلال وبات يوم عطلة. وقال أحد المتظاهرين ويدعى امحند، وهو متقاعد جاء من بومرداس على بعد 50 كلم “منذ الخامسة صباحا للمشاركة في هذا اليوم العظيم من الحراك”، “كافح آباؤنا ضد فرنسا، واليوم نحارب النظام المافيوي الذي صادر استقلالنا”. وتنقل الجزائريون بأعداد كبيرة من مناطق أخرى نحو العاصمة، بالرغم من غياب كل وسائل النقل العامة فلا قطارات ولا حافلات. كما شهدت العديد من المناطق الجزائرية كوهران وقسنطينة وبرج بوعريريج وبجاية وتيزي وزو تظاهرات شارك فيها الآلاف بحسب صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. وكما كل يوم جمعة شددت قوات الامن إجراءات المراقبة على الحواجز الامنية على الطرق المؤدية إلى الجزائر العاصمة منذ مساء الخميس، ما تسبب باختناقات مرورية امتدت لعدة كيلومترات كما في تيبازة غربا والبليدة جنوبا، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. وانتشرت منذ أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي نداءات للتظاهر مثل “# حراك 1 نوفمبر” أو “# لنغزو العاصمة” الجزائر حيث تجري أهم التظاهرات كل يوم جمعة منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد النظام في 22 فبراير. ونشرت صفحة “حراك 22 فبراير” على فيسبوك لافتة الكترونية كتب عليها “الفاتح نوفمبر.. يوم الزحف الأكبر”. ومنذ الصباح استيقظت العاصمة على انتشار أمني كثيف في وسطها بشاحنات احتلت كل المحاور والساحات الرئيسية مثل ساحة اول ماي وموريس أودان والبريد المركزي وعلى طول شارع ديدوش مراد. كما قام عناصر أمن بالزي المدني بتفتيش حقائب المارة ومراقبة هوياتهم. واندلعت الحركة الاحتجاجية بعد ترشيح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، رغم مرضه الذي أفقده القدرة على الحركة والكلام. وبعد دفعه لعدم الترشح ثم إلى الاستقالة في الثاني من أبريل لم تتراجع الاحتجاجات، واستمرت لتطالب برحيل كل رموز النظام الحاكم منذ 1962. كما يرفض المحتجون الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 دجنبر لاختيار خلف لبوتفليقة الذي استقال تحت ضغط الشارع والجيش. لكن السلطة تصر على المضي في هذه الانتخابات مقل لة من اهمية التظاهرات الاحتجاجية، كما فعل رئيس الدولة الموقت، عبد القادر بن صالح لدى لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسبوع، عندما وصف المتظاهرين ب”بعض العناصر”.