تقمص وزير الفلاحة والصيد والبحري والمياه والغابات، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، دور المنظر السياسي وهو يخاطب منتسبين إلى حزبه بمهرجان خطابي نظم في خيمة بأحد الفنادق المصنفة بمدينة طنجة، أول أمس السبت، حيث دافع أخنوش عن تصوره للعمل السياسي، ردا على الانتقادات التي تصوب إليهم بخصوص استعانتهم بالتكنوقراط لترميم تركيبة وزراء حزب الحمامة في الحكومات المتعاقبة. واعتبر أخنوش الذي كان مسنودا في منصة المهرجان بوزراء حزبه في الحكومة والمغادرين منها أمثال الطالبي العلمي، ولمياء بوطالب، أنه لا يوجد فرق بين التكنوقراطي والسياسي، إذ بحسب فهمه فإن المعيار هو «حب الوطن»، قائلا بالحرف «ما كاينش فرق بين السياسي والتكنزقراطي يا إما كتحب الوطن يا إما ما كتحبوش»، مضيفا أن «السياسة هي التزام وأخلاق، والتجاوب مع مشاكل المواطنين»، وبالنسبة إليه فإن «وجود التكنوقراط في الحكومة ملائم للظرف الحالي في البلد». وبدت مداخلات وزراء التجمع الوطني للأحرار منتقدة الأداء الحكومي، مثلما جاء على لسان لمياء بوطالب، كاتبة الدولة السابقة المكلفة بالسياحة والنقل الجوي، ورشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة السابق، كما لو أنهم لم يكونوا جزءا من التشكيلة الحكومية، أو أنهم كانوا ضمن حكومة موازية للحكومة التي يقودها خصمهم في التحالف الحكومي حزب العدالة والتنمية، حيث كالوا تقريعا شديدا لوزراء البيجيدي في حكومة سعد الدين العثماني، مقللين من شأن «مردوديتهم» في الحصيلة الحكومية. من جانبه هاجم رشيد الطالبي العلمي المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة طنجةتطوانالحسيمة حلفاء حزبه بالحكومة، مؤكدا أن بعضهم لا يسايرون الإنجازات التي باشرها وزراء الأحرار، معتبرا عددا من القطاعات الاجتماعية التي تدبرها أحزاب أخرى في إشارة منه لحزب العدالة والتنمية، لم تواكب النسق الذي سار عليه «الأحرار» في تدبيرهم لقطاعات إنتاجية واقتصادية والتي راكم فيها وزراء الحمامة العديد من «الإنجازات» حسب قوله. وأكد العلمي أن عددا من القطاعات الاجتماعية فشلت في تحقيق النتائج المنتظرة وزرعت الكثير من الاحتقان وعدم الاطمئنان، مبرزا أن من يهاجمون حزبه فشلوا في الإجابة عن إشكالات ترهن حياة المغاربة ليؤسسوا لنظرية جديدة تحت مسمى "لا لربط المال والسلطة»، و»أفكار عدمية» و»السياسة الخاوية»، وفق تعبيره. في سياق متصل، انصبت جهود قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار، على حشد الحاضرين في «خيمة الحمامة»، لتعبئة المواطنين للتسجيل في اللوائح الانتخابية، وحثهم على التصويت لصالح حزب التجمع الوطني للأحرار، في الانتخابات التشريعية برسم سنة 2021، لكونهم يحملون في أيديهم «خطة الإنقاذ»، كما جاء على لسان لمياء وطالب، التي صرحت بأن حزبها يعتزم رفع نسبة النمو إلى 7 بالمائة، وتقديم أجوبة عن جميع مشاكل المغاربة في مجالات «التشغيل، الصحة، التعليم، والعدالة المجالية»، حسب قولها. ودعا عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار أنصار حزبه، للاستعداد بكثافة لانتخابات 2021، قائلا «من دبا خصكم تبداو ديروا التغطية الشاملة للمنطقة ديالكم والجهة ديالكم، وكل واحد فيكم تكون عندو تجربة فالمجال الترابي باش يعاون الناس، ويعاون السكان فالدرب أو فالزنقة ديالو يمشي يتصنت ليهم ويحل ليهم المشاكل ديالهم، لأنكم ناس سياسيين عارفين التوجه ديال الحزب ديالنا». وكشف أخنوش أن وزراء حزبه يعملون على تنزيل الأوراش الاقتصادية التي يشرفون على ملفاتها، وذلك بناء على التوجهات الملكية في خطابه الأخير بالبرلمان، ولاسيما فيما يخص دعم وتمويل المقاولات الصغرى، وتقديم التسهيلات اللازمة للمقاولات المتوسطة، وتشجيع الانخراط في القطاع الخاص، والتشغيل الذاتي للتقليل من ظاهرة البطالة. هذا، وكانت مداخلات مسؤولي حزب الأحرار في الأقاليم الثمانية بجهة طنجةتطوانالحسيمة، تميزت بعزفها على لحن واحد متشائم بشأن الوضع المعيشي والاقتصادي للمواطنين، إذ وصفه متدخلون بأنه «كارثي ومنكوب»، مثلما هو حال مناطق شفشاون، وزان، والمضيق والفنيدق، وقد نسي هؤلاء أن من يدبرون شؤون الاقتصاد والاستثمار والفلاحة والصيد البحري، هم وزراء حزبهم في الحكومة.