بعض عادات السياسيين المغاربة عصية على التلف، إحداها –وهي أخطرها- الاستظلال بظل الملك في كل ما يحدث. هناك معركة جانبية بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار -الحليفان الحكوميان على الورق لا على الأرض- بشأن من أراده الملك أن يكون وزيرا. في التعديل الحكومي، لم يكن مهما من فرضه رئيس حزب، أو رئيس حكومة، بل كان الأهم هو من الوزير المستظل بالملك. العثماني، في لقاء حزبي يوم السبت، أكد أن تعيين محمد أمكراز، بوصفه شابا، وزيرا للشغل، كان بإرادة من الملك نفسه. ومثل هذه الكلمات لن تروق حزبا مقربا إلى السلطات، كالتجمع الوطني للأحرار، خصوصا إن جرى التعبير عنها بطريقة حماسية، وكأنها نصر حزبي على كيان منافس. عزيز أخنوش لم يفوت الفرصة البارحة، في مؤتمر لشبيبة حزبه في ألمانيا، دون أخذ حدود الاستظلال بالملك إلى حدود أبعد. لقد أكد أن الملك أراد لوزراء أن يبقوا أيضا. وهو بشكل واضح يقصد نفسه. بين العثماني الفرح بتزكية ملكية لوزير من حزبه، وبين أخنوش وهو يشعر بالاعتداد لأن الملك يريده أن يبقى مدة أطول، هناك مشكلة مزمنة في الخطاب السياسي المحلي لا تريد أن تضمحل. إن الملك الحريص، في خطبه، على رفع نفسه عن أي تنافس سياسي بين الأحزاب، يجد اسمه ومؤسسته يجران عسفا إلى هذه الأرض الموحلة. إن مخاطر هذه العملية واضحة، لكن يبدو أن الفاعلين الرئيسيين لا يجدون شيئا يفعلونه أفضل من هذا الاستظلال.