انتشلت فرق الإغاثة جثامين 16 شخصا قضوا في غرق قارب كان يقل نحو 50 مهاجرا مغربيا قبالة سواحل الدارالبيضاء على المحيط الأطلسي، بحسب ما علم من عائلات الضحايا وعناصر الإغاثة. ويتواصل البحث عن المفقودين منذ السبت حين لفظ البحر أول الجثامين، وبدأ انتشال أخرى. وبعد حدوث المأساة، تجمع عند الشاطئ أقارب بعض الشباب الذين كانوا يحاولون الهجرة عبر هذا القارب، يدعمهم متطوعون من سكان حي مجاور، لكن آمالهم في رؤية أقاربهم أحياء باتت تتضاءل أكثر فأكثر. ويتحدر هؤلاء الشباب جميعا من ضواحي مراكش. ونقل ثلاثة ناجين إلى المستشفى السبت في حالة غيبوبة وعادوا إلى بيوتهم بعد ذلك. وتشير شهادات متطابقة إلى أن 56 شخصا في المجموع كانوا على متن القارب، جميعهم شباب. وفي سياق ذلك، تتواصل التحقيقات الأمنية في شأن هذا الحادث المأساوي، فقد أوقف المركز القضائي، التابع للدرك الملكي بقلعة السراغنة، يوم الاثنين الفائت، شخصا يُشتبه في انتمائه لشبكة منظمة للهجرة السرية، ينحدر من جماعة «أولاد الشرقي» بالإقليم نفسه، ويُضاف إلى مشتبه به كان درك المحمدية أوقفه السبت المنصرم، ينحدر بدوره من الجماعة القروية المذكورة، ويقطن بحي الهناء بمدينة قلعة السراغنة. واستنادا إلى مصدر مطلع، فقد جاء توقيف المشتبه به الثاني، الذي تم نقله إلى مقر المركز القضائي للدرك الملكي بالمحمدية، زوال أول أمس، على خلفية التصريحات التي أدلى بها الشخص الموقوف الأول، والتي أكد فيها بأنه كان يقوم بمهمة وسيط، يتولى استقطاب المرشحين للهجرة السرية من الجماعات القروية بإقليم السراغنة، مقابل عمولة مادية يتسلمها من مبلغ مليوني سنتيم الذي كانت الشبكة تتقاضاه مسبقا من كل مقبل على مغامرة الهجرة غير الشرعية إلى أوربا. وحسب المصدر نفسه، فقد كان الوسيط يجمّع مجموعة من المرشحين للهجرة السرية، قبل أن يربط الاتصال بالعضو الآخر في الشبكة، الذي يتقاضى منهم المبلغ المالي المذكور ويسلمه إلى زعيم الشبكة، التي كانت تؤويهم بمنزل بمديونة، في انتظار أن يأتي «أمر عمليات» من الرأس المدبر، بعد استكمال العدد المطلوب وتوفر الأجواء الملائمة لعمليات التهجير السري. هذا، وكانت عائلات الضحايا السبع الأولين، الذين تم العثور عليهم، صباح السبت الفارط، بالقرب من شاطئ المحمدية، تسلمت جثثهم وأجريت مراسم الدفن، في اليوم الموالي، بمقابر دواويرهم بإقليم قلعة السراغنة، بمشاركة العديد من أصدقائهم وساكنة المنطقة، بعد أن تمكنت السلطات المحلية والأمنية بالمحمدية، بتنسيق مع نظيرتها بقلعة السراغنة من تحديد هوياتهم، ويتعلق الأمر بسبع ضحايا، بينهم امرأة تسمى نديرة الغالي (20 سنة)، تنحدر من جماعة «أولاد يعكَوب»، بالإضافة إلى «سعيد الصابري» (31 سنة)، ينحدر من دوار «أولاد الحاج مبارك بجماعة «مَيات»، «مصطفى الرباح» (19 سنة) من دوار «النزالة» بالجماعة نفسها، «سفيان منصف» (24 سنة) من جماعة «سيدي عيسى بنسليمان»، «رشيد الركبي» (30 سنة) من دوار «أولاد حمامة» بجماعة «أولاد الشرقي»، «عبد الفتاح أيوب» (19 سنة) من داور «المالح» بجماعة «الشطيبة»، وهي الجماعات التابعة لإقليم قلعة السراغنة.