سيكون على سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، انتظار رد عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، حول مشاورات تعديل الحكومة لمدة تناهز أسبوعين من الآن، وهو موعد انعقاد المكتب السياسي لحزب “الحمامة” في مدينة أكادير في 20 شتنبر. وعلمت “أخبار اليوم” من مصادر في حزب “الأحرار” أن أخنوش اكتفى بتلقي مكالمة هاتفية من العثماني، ولم يعقد اجتماعا معه، مبلغا إياه أنه لن يلتقيه إلا بعد عقد اجتماع المكتب السياسي في 20 من هذا الشهر. لكن مصدرا قريبا من العثماني أكد بالمقابل، أن هذا الأخير التقى جميع رؤساء الأحزاب “بمن فيهم أخنوش” وعرض عليهم منهجيته لتعديل الحكومة. وبين هاتين الروايتين، فإن الحقيقة الثابتة، هي أن أخنوش لم يعقد بعد اجتماع المكتب السياسي، كما فعلت بقية أحزاب الأغلبية مباشرة بعد لقاء قياداتها على انفراد بالعثماني. ويشير مصدر مطلع أن أخنوش تلقى اتصالا بالعثماني بخصوص عقد لقاء، فأبلغه بأنه لا يمكن أن يبدأ مشاورات معه إلا بعد عقد اجتماع المكتب السياسي. وأضاف المصدر أن حزب الأحرار يريد أن يبعث رسالة للعثماني، مفادها “بما أنك لم تشرع في المشاورات إلا بعد عقد اجتماع الأمانة العامة لحزبك، التي أعطت الضوء الأخضر وحددت لك إطارا للتعديل الحكومي، فإننا، أيضا، في حزب الأحرار لن نلتقي بك إلا بعد اجتماع المكتب السياسي في 20 شتنبر، الذي سيحدد للرئيس إطار التعديل”. وكانت الأمانة العامة للبيجيدي عقدت أول اجتماع لها بعد عطلة الصيف في 26 غشت 2019، أعلنت إثره أنها ناقشت موضوع التعديل الحكومي وأن أعضاءها “تقدموا بأفكار ومقترحات قاربت الهيكلة وشروط تحقيق النجاعة أكثر في العمل الحكومي.. دون تناول موضوع الحقائب والأسماء”. ومباشرة بعد اللقاء، شرع العثماني في عقد لقاءات مع زعماء أحزاب الأغلبية، كل على انفراد من أجل عرض تصوره لهيكلة حكومية مقلصة وتلقي مقترحات حلفائه بهذا الشأن. وتفادى العثماني جمع قادة الأغلبية في لقاء واحد، لأن ذلك لن يساعد على التوصل إلى صيغة للتعديل، حسب قيادي في الأغلبية. وإثر اجتماعها بالعثماني عقدت أحزاب الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية، اجتماعات لمكاتبها السياسية، حيث قدم أمناء هذه الأحزاب تفاصيل تصور العثماني لمنهجية التعديل، وفي هذا الصدد أصدر المكتب السياسي للتقدم والاشتراكية بيانا حول الشروط السياسية للتعديل، داعيا أن يكون هدفه “بث نفسٍ ديمقراطي جديد” وتحقيق التنمية، فيما شرع حزبا الاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية في تلقي ترشيحات الاستوزار. وفيما ينتظر العثماني رد أخنوش بعد اجتماع 20 شتنبر في أكادير، فإن هناك مخاوفَ لدى البيجيدي من تكرار تجربة “البلوكاج” في 2016، خاصة، يقول مصدر من الحزب، إذا ما سعى أخنوش إلى تعبئة “أغلبيته” داخل الحكومة لفرض تصوره للتعديل الحكومي.