انطقلت بالرباط، قبل قليل، مسيرة الأساتذة “المتعاقدين” أطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، تدشينا لدخول دراسي ساخن وعدت به تنسيقيتهم الوطنية، في مواجهة الحكومة والوزارة الوصية. ومنذ مساء أمس السبت، وإلى حدود الساعة، لازالت أفواج من الأساتذة المتعاقدين من مختلف جهات المملكة تتوافد على شوارع العاصمة، للمشاركة بهذه المحطة الاحتجاجية انطلاقا من باب لعلو، قرب مقر وزارة التربية الوطنية. ورفع الأساتذة المتظاهرون شعارات تجدد مطالبهم بإسقاط نظام التعاقد، والإدماج النهائي بسلك الوظيفة العمومية، منددين ب”سياسة التماطل” و”عدم الوفاء بالوعود” التي تنتهجها الحكومة إزاء ملفهم المطلبي. بالمقابل، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أمس أنَّ الانطلاقة الفعلية للدّراسة بكافة المؤسسات التعليمية برسم الموسم الدراسي 2020-2019 ستكون يوم الخميس 5 شتنبر المقبل بالنسبة للسلك الابتدائي والسلك الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي، وبأقسام تحضير شهادة التقني العالي، وذلك تحت شعار: “من أجل مدرسة مواطنة دامجة”. وأوردت الوزارة في بلاغ لها أنّ “أطر وموظفي الإدارة التربوية وهيئة التفتيش، والأطر المكلفة بتسيير المصالح المادية والمالية وهيئة التوجيه والتخطيط التربوي، وهيئة التدبير التربوي والإداري، والأطر الإدارية المشتركة، بجميع درجاتهم سيلتحقون بمقرات عملهم يوم الثلاثاء 03 شتنبر”. وكشفت الوزارة ذاتها أنّ “هيئة التّدريس ستكون بمقرات عملها يوم الأربعاء 04 شتنبر لتوقيع محاضر الالتحاق بالعمل، والمشاركة في إتمام مختلف العمليات التقنية المرتبطة بالدخول المدرسي، بإشراف من الإدارة التربوية”. وقالت الوزارة إنّه “وضمانا للانطلاقة الفعلية للدراسة في أحسن الظروف وفي الوقت المحدد لها رسميا، قامت باتخاذ جميع التدابير والإجراءات الكفيلة بتهييء ظروف استقبال التلميذات والتلاميذ وإنهاء كل العمليات المرتبطة بتأهيل مرافق المؤسسات التعليمية والأقسام الداخلية وتوفير التجهيزات”، وأوضحت أنها “عملت على ضمان انطلاق الإطعام المدرسي وفتح الداخليات وتمكين المؤسسات التعليمية من الوسائل التعليمية، وكذا ضبط وتدقيق المتوفر واللازم من الموارد البشرية بمختلف المؤسسات التعليمية” ودعت الوزارة آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ إلى الحرص على التحاق بناتهم وأبنائهم بمؤسساتهم التعليمية في التاريخ المحدد، كما أهابت بجميع الفاعلين التربويين من أطر التدريس وأطر الإدارة والمراقبة التربوية وكافة المتدخلين في الشأن التربوي “التّعبئة الجماعية من أجل إنجاح الدخول المدرسي لهذه السنة، والحرص على الانطلاق الفعلي للدراسة في الوقت المحدد لها”. وكانت آخر جولة من الحوار بين الحكومة و”المعاقدين”، قد عرفت تقديم الوزير سعيد أمزازي وعودا أمام ممثلي الأساتذة، والمركزيات النقابية، بتفاعل حكومي مع مطالبهم، بعد تشاوره مع وزارتي المالية، والوظيفة العمومية، غير أنه تم تعليق الجولات اللاحقة من الحوار، بعد إعلان الأساتذة والنقابات انسحابهم بسبب ما وصفوه بتملص الوزارة من تنفيذ التزامات سابقة.