نجح فريق الجماعات الترابية بالعالم القروي بجهة فاس – مكناس، في حسم معركته مع مجلس الجهة، حيث حصل على غلاف مالي بنحو 7 ملايير درهم، لتمويل مشاريع وبرامج تقليص التفاوتات المجالية والاجتماعية في الوسط القروي بالأقاليم التسعة المحسوبة على هذه الجهة، وهي: فاسومكناس ومولاي يعقوب وصفرو وبولمان وتازة وتاونات والحاجب وإفران. وبحسب تقرير لحصيلة نصف ولاية مجلس جهة فاس- مكناس (2015-2018)، والذي نشره مؤخرا المجلس بموقع الإلكتروني الرسمي، فإن رئيس المجلس، محند العنصر وبعد موافقة أغلبيته المكونة من الحركة الشعبية و»البيجيدي» و»الأحرار» والتقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي، قرر تخصيص غلاف مالي بقيمة 6,83 مليار درهم، لتنزيل برنامج الجهة المتعلق بتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية في الوسط القروي بالجهة، ضمن رؤية 2023، حيث يعتمد تمويل هذا البرنامج، استنادا إلى ما كشفه ل»أخبار اليوم»مصدر قريب من الموضوع، على مساهمة صندوق التنمية القروية والمناطق الجبلية ب1073, مليار درهم، والمجلس الجهوي للاستثمار ب72, مليار درهم، فيما يساهم البرنامج الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الخاص بجهة فاس – مكناس، ب 617 مليون درهم، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ب376 مليون درهم. وأظهرت تفاصيل برنامج مجلس العنصر المتعلق بتقليص التفاوتات المجالية والاجتماعية في الوسط القروي برسم الفترة 2017-2023 في جهة «فاس- مكناس»، أن مشاريع برنامجه تهم قطاعات الطرق والماء والكهرباء والصحة والتعليم، حيث حصلت مشاريع دعم ولوج الخدمات الأساسية على حصة الأسد بنسبة 95في المائة، ضمن التوزيع المالي للغلاف المخصص والمقدر بنحو 7 ملايير درهم، منها أزيد من 4 مليارات درهم لفتح الطرق والمسالك القروية بنسبة59 بالمائة، تليها مشاريع الكهربة القروية ب 5,1 مليار درهم أي بنسبة 23 بالمائة، ثم تزويد الدواوير والقرى بالماء الصالح للشرب ب872 مليون درهم، أي بنسبة 13 في المائة، فيما خصص مجلس العنصر لمشاريع تشجيع التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي بالوسط القروي 211 مليون درهم، أي بنسبة 3 في المائة فقط، من برنامجه (رؤية 2023)، لتقليص التفاوتات المجالية والاجتماعية في الوسط القروي بجهة فاس – مكناس، أما اهتمامات ولوج العلاجات الطبية، فقد حصلت على 160مليون درهم، أي بنسبة 2 في المائة، تورد مصادر»أخبار اليوم». انتصار محند العنصر لمطالب العالم القروي بجهة فاس – مكناس، جر عليه غضب رؤساء حواضر الجهة، والذين عولوا على ميزانية الجهة لمعالجة عدد من مشاكلها في التنمية ودعم مشاريع البنيات التحتية، وذالك بعدما واجهوا صعوبات في التمويل بسبب تأخر وزارة الداخلية في صرف المستحقات المتراكمة لفائدة الجماعات الحضرية من الضريبة على القيمة المضافة، يقول مصدر قريب من الموضوع، فيما رد العنصر على غضب رؤساء بعض حواضر جهته، بإشادته بالمشاريع المدرجة في إطار تقليص الفوارق على الصعيد القروي، رؤية 2023، واصفا ذلك ب»الإنجاز التاريخي»، حيث شدد على أن البرنامج يهدف إلى فك العزلة عن ساكنة المناطق القروية والجبلية، وتوفير الشروط الضرورية لتقوية وتنويع النسيج الاقتصادي في هذه المناطق، وتعزيز ولوج السكان للخدمات الأساسية. من جهتهم، اعتبر بعض الخصوم السياسيين للعنصر بجهة فاس – مكناس، أن ما وصفه رئيس الجهة وزعيم الحركة الشعبية «إنجازا»، وهو يتحدث عن فك العزلة وتقليص التفاوتات المجالية بالجهة، هو ربح سياسي لحزبه استعدادا لسباق 2021 على حساب ميزانية الجهة، وتصريف لشعار الحركة الشعبية الخاص بالدفاع والترافع عن العالم القروي، كما هو مثبت في قانونها الأساسي، خصوصا أن حزب الحركة يدبر شؤون عدد من الجماعات الترابية بالجهة، يقول خصوم العنصر وحزبه بجهة فاس – مكناس.