في الوقت الذي كان منتظرا أن تصل اللجنة الوزارية وممثلو طلبة الطب إلى اتفاق ينهي الأزمة، بعد المقترح الذي قدمته والخاص بمباراة الإقامة وتعويضات طلبة السنة السابعة، عاد فتيل الأزمة ليشتعل مجددا بين الطرفين، حيث أعلنت التنسيقية الوطنية لطلبة الطب عن العودة إلى الاحتجاج من خلال تنظيم مسيرة وطنية يوم الأحد المقبل في العاصمة الرباط. وحسب مصدر من التنسيقية، فإن هذا القرار جاء بناءً على المضايقات التي يتعرض لها الطلبة من داخل الكليات والأحياء الجامعية، إذ ترفض إدارة المؤسستين منح الوثائق للطلبة، مما سيحرمهم من تجديد طلب الحي الجامعي والحصول على المنحة. المصدر ذاته، قال في حديثه ل”أخبار اليوم”، إن اللجنة وعدت بعدم تعرض الطلبة لأي مضايقات من طرف إدارة الأحياء الجامعية والكليات، لكن ما يحدث هو عكس ذلك، مشيرا إلى أنه “لا يمكن التحاور في ظل حرمان الطلبة من حقوقهم والتضييق عليهم”. ومن الأسباب الرئيسة، أيضا، التي جعلت الطلبة يعودون إلى الإضراب والاحتجاج، هي عدم توقيع محضر يتضمن جميع الاقتراحات التي تقدمت بها اللجنة، حيث قال مصدر الجريدة إن المقترحات تبقى مجرد كلام مادام لم يتم تدوينها في محضر رسمي، مشددا على أنه في كل لقاء كانوا يؤكدون على إصدار محضر اتفاق، لكن المسؤولين لا يتجاوبون. كما أكد طلبة الطب أنهم كانوا ينتظرون أن يتم التوصل إلى اتفاق خلال شهر يوليوز لتنطلق الدروس الاستدراكية في الشق النظري والتطبيقي، كما سبق وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير التعليم العالي، لكنهم كانوا يواجهون بالتماطل من طرف اللجنة المشرفة على الحوار في إنهاء هذه الأزمة. وهو ما أكدت عليه التنسيقية في بلاغها، حيث قالت إن هناك تماطلا كبيرا في التجاوب مع مطالب الطلبة وهمومهم. وبعدما لم تتوصل التنسيقية إلى أي اتفاق مع اللجنة، قالت هذه الأخيرة إنها وضعت طلبا لإجراء لقاء مع رئيس الحكومة للتدخل ووضع حد للمعاناة التي يعيشها الطلبة رفقة أسرهم، مؤكدة استعدادها الدائم للحوار الجاد بُغية الخروج بحلول تتضمن إنقاذ السنة الجامعية ومستقبل الدراسات الطبية. واعتبرت التنسيقية أن هناك توجها للوزارة الوصية نحو مواجهة واستعداء الطلبة بدل احتضانهم والتعامل معهم كشباب واع يحمل همّ منظومة التكوين الطبي، مشيرة إلى التضحيات التي كانوا ولازالوا يقدمونها داخل المستشفيات ابتداءً من سنتهم الثالثة عبر مداومات تتجاوز 24 ساعة بالمصالح الاستشفائية والمستعجلات بدون تعويضات وخارج أهداف التكوين. إضافة إلى ذلك، أعلنت التنسيقية عن تنظيم مسيرة وطنية يوم الأحد المقبل بالرباط للاحتجاج على هذا الوضع، مع دعوة "كافة الغيورين على القطاع"، إلى المشاركة بما في ذلك الآباء والأساتذة والقوى الحية، حسب البلاغ. وشددت التنسيقية على تمسكها بكافة نقاط الملف المطلبية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، مؤكدة استمرار هؤلاء في المقاطعة إلى حين تحقيق مطالبهم. وطالبت التنسيقية بوقف الإجراءات التعسفية في حق الطلبة وممثليهم من منع من الحصول على الوثائق والشواهد الجامعية، وإغلاق بعض الكليات في وجه الطلبة واستمرار توقيف أب الطالب الذي يمثل كلية وجدة. كما طالبت وزارة الصحة بالالتزام بمضامين اتفاق 3 نونبر 2015، والبحث عن حلول لتوفير خدمة صحية في المستوى، في إطار التوظيف بعيدا عن الإجبار. هذا، وكانت اللجنة اللجنة التي كونها رئيس الحكومة قد اقترحت على طلبة الطب الرفع من عدد المناصب الخاصة بمباراة الإقامة ب 150 مقعدا كل سنة لمدة 5 سنوات، حتى تستوعب طلبة الكليات العمومية والخاصة، كما اقترحت رفع التعويضات إلى 2000 درهم، وذلك بزيادة 500 درهم عن التعويضات الحالية، وهو المقترح الذي صوتت عليه الجموع العامة بالإيجاب.