فضح حادث مصرع فاعلة جمعوية في منتزه وادي القنار، عشية يوم الأحد الماضي، استهتار المجلس الإقليمي لعمالة شفشاون بمشاريع فك العزلة، وفتح المسالك الطرقية بالعالم القروي، على الرغم من تكرار حالات وفيات نتيجة تأخر وصول سيارات الإسعاف، لنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاجات الضرورية. وشهد واد القنار يوم الأحد الماضي، حادثا أليما بعد سقوط شابة عشرينية، تدعى يسرى الكوركي، كانت رفقة مجموعة من هواة المشي في رحلة استكشافية، إلى هذه الوجهة الجبلية المتواجدة على بعد 20 كيلومترا من جماعة سطيحات، دائرة بوحمد بإقليمشفشاون. وظلت الهالكة التي تنشط في جمعية الشعلة للتربية والثقافة تنزف في عين المكان لأزيد من 3 ساعات، قبل أن تصل إليها سيارة إسعاف نقلتها إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون، لكنها فارقت الحياة في الطريق متأثرة بجراحها الخطيرة. ووقع الحادث بحسب شهود عيان، في منحدر زلق مؤدي إلى شلال مائي في منطقة وادي القنار، أمام ذهول زملائها وأصدقائها الذين تسمروا في مكانهم وعجزوا عن مد يد المساعدة لشخص في حالة خطر، بسبب غياب الإمكانيات وغياب جهاز مكلف بالإنقاذ قريب من المكان، فلم يجدوا غير إخطار السلطة المحلية، والدرك الملكي. وعلى الرغم من أن هذه الوجهة الجبلية التي تتوفر على مؤهلات سياحية مهمة، أضحت في السنوات الأخيرة تستقطب أفواجا من الزوار المغاربة والأجانب لاكتشاف المنطقة المتنوعة بتضاريسها الوعرة، والغنية بثرواتها الطبيعية، وبسلاسلها الجبلية والغابوية المتميزة، فإنه لا يكاد يوجد للجماعات الترابية المعنية أثر في ذلك المكان. وفي الوقت الذي يتسابق المجلس الإقليمي لعمالة شفشاون على توزيع ملايين ميزانيته السنوية في صفقات هنا وهناك، فإن حظوظ العالم القروي منها لا يزال ضعيفا بحسب مصادر محلية. وشجبت المصادر نفسها، تخصيص المجلس الذي يترأسه عبد الرحيم بوعزة، بمباركة عامل عمالة إقليمشفشاون محمد العلمي ودان، الذي لم يكلف نفسه عناء التنقل إلى مكان الحادث، وتفقد ظروف العزلة لهذه الوجهة السياحة، 800 مليون درهم لتأهيل مركز جماعة الدردارة المتواجدة في مدخل مدينة شفشاون، في حين أهمل المجلس إنجاز مشاريع فتح المسالك القروية وفك العزلة، باعتبارهما اختصاصا ذاتيا من صميم صلاحية مجلس العمالة. واستغربت المصادر التي تحدثت إليها “أخبار اليوم”، الطرق المثيرة للشبهة التي يتم بها إبرام صفقات بالملايين في برامج ليست ذات أولوية، لذر الرماد في عيون المنتخبين، في حين يعيش مئات السكان في القرى والبوادي النائية بالإقليم على حافة الفقر، بسبب انعدام المشاريع التنموية، وعلى رأسها تعبيد المسالك الطرقية. وأضافت المصادر نفسها أنه لا يوجد حاليا أي تصور لبرنامج يهدف إلى تجهيز الطرق المؤدية إلى منتزه وادي القنار، وتأهيله بما يحتاج من علامات التشوير، وتثبيت مصالح خدماتية ومرافق أساسية لتشجيع السياحة الجبلية، باعتبارها إحدى مقومات المنطقة ووسيلة لتنمية الحركة الاقتصادية وإنعاش الرواج التجاري.